صفحة جزء
[ ص: 380 ] ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الميت إذا وضع في قبره لا يحرك منه شيء إلى أن يبلى

3113 - أخبرنا الحسن بن سفيان ، قال : حدثنا عبد الواحد بن غياث ، قال : حدثنا معتمر بن سليمان ، قال : سمعت محمد بن عمرو ، يحدث عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه ، فإن كان مؤمنا ، كانت الصلاة عند رأسه ، وكان الصيام عن يمينه ، وكانت الزكاة عن شماله ، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه . فيؤتى من قبل رأسه ، فتقول الصلاة : ما قبلي مدخل ، ثم يؤتى عن يمينه ، فيقول الصيام : ما قبلي مدخل ، ثم يؤتى عن يساره ، فتقول الزكاة : ما قبلي مدخل ، ثم يؤتى من قبل رجليه ، فتقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف [ ص: 381 ] والإحسان إلى الناس : ما قبلي مدخل ، فيقال له : اجلس ، فيجلس وقد مثلت له الشمس وقد أدنيت للغروب ، فيقال له : أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه ، وماذا تشهد به عليه ؟ فيقول : دعوني حتى أصلي ، فيقولون : إنك ستفعل ، أخبرني عما نسألك عنه ، أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه ، وماذا تشهد عليه ؟ قال : فيقول : محمد ؟ أشهد أنه رسول الله ، وأنه جاء بالحق من عند الله ، فيقال له : على ذلك حييت وعلى ذلك مت ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة ، فيقال له : هذا مقعدك منها ، وما أعد الله لك فيها ، فيزداد غبطة وسرورا ، ثم يفتح له باب من أبواب النار ، فيقال له : هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو عصيته ، فيزداد غبطة وسرورا ، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا ، وينور له فيه ، ويعاد الجسد لما بدأ منه ، فتجعل نسمته في النسم الطيب وهي طير يعلق في شجر الجنة ، قال : فذلك قوله تعالى : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، إلى آخر الآية ، قال :

وإن الكافر إذا أتي من قبل رأسه ، لم يوجد شيء ، ثم أتي عن يمينه ، فلا يوجد شيء ، ثم أتي عن شماله ، فلا يوجد شيء ، ثم أتي من قبل رجليه ، فلا يوجد شيء ، فيقال له : [ ص: 382 ] اجلس ، فيجلس خائفا مرعوبا ، فيقال له : أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه ؟ وماذا تشهد به عليه ؟ فيقول : أي رجل ؟ فيقال : الذي كان فيكم ، فلا يهتدي لاسمه حتى يقال له : محمد ، فيقول : ما أدري ، سمعت الناس قالوا قولا ، فقلت كما قال الناس ، فيقال له : على ذلك حييت ، وعلى ذلك مت ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ، ثم يفتح له باب من أبواب النار ، فيقال له : هذا مقعدك من النار ، وما أعد الله لك فيها ، فيزداد حسرة وثبورا ، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة ، فيقال له : ذلك مقعدك من الجنة ، وما أعد الله لك فيه لو أطعته فيزداد حسرة وثبورا ، ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله : فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى
.

التالي السابق


الخدمات العلمية