وإن الكافر إذا أتي من قبل رأسه ، لم يوجد شيء ، ثم أتي عن يمينه ، فلا يوجد شيء ، ثم أتي عن شماله ، فلا يوجد شيء ، ثم أتي من قبل رجليه ، فلا يوجد شيء ، فيقال له : [ ص: 382 ] اجلس ، فيجلس خائفا مرعوبا ، فيقال له : أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه ؟ وماذا تشهد به عليه ؟ فيقول : أي رجل ؟ فيقال : الذي كان فيكم ، فلا يهتدي لاسمه حتى يقال له : محمد ، فيقول : ما أدري ، سمعت الناس قالوا قولا ، فقلت كما قال الناس ، فيقال له : على ذلك حييت ، وعلى ذلك مت ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ، ثم يفتح له باب من أبواب النار ، فيقال له : هذا مقعدك من النار ، وما أعد الله لك فيها ، فيزداد حسرة وثبورا ، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة ، فيقال له : ذلك مقعدك من الجنة ، وما أعد الله لك فيه لو أطعته فيزداد حسرة وثبورا ، ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله : فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى .