صفحة جزء
[ ص: 405 ] ذكر ما يستحب للإمام أن يعلم الوفد إذا وفد عليه شعب الإسلام .

4541 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا سعيد حدثنا قتادة حدثنا غير واحد ممن لقي الوفد ، وذكر أبا نضرة أنه حدث عن أبي سعيد الخدري ، أن وفد عبد القيس ، لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله ، إنا حي من ربيعة ، وبيننا وبينك كفار مضر ، وإنا لا نقدر عليك إلا في الشهر الحرام ، فمرنا بأمر ندعو له من وراءنا من قومنا ، وندخل به الجنة إذا نحن أخذنا به أو عملنا ، فقال : آمركم بأربع ، وأنهاكم عن أربع : أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، وتقيموا [ ص: 406 ] الصلاة ، وتؤتوا الزكاة ، وتصوموا رمضان ، وتعطوا الخمس من المغنم ، وأنهاكم عن أربع : عن الدباء ، والحنتم ، والمزفت ، والنقير ، قالوا : يا رسول الله ، وما علمك بالنقير ؟ قال : الجذع تنقرونه وتلقون فيه من القطيعاء ، أو التمر ، ثم تصبون عليه الماء كي يغلي ، فإذا سكن شربتموه ، فعسى أحدكم أن يضرب ابن عمه بالسيف ، قال : وفي القوم رجل به ضربة كذلك ، قال : كنت أخبؤها حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : ففيم تأمرنا أن نشرب يا نبي الله ، قال : اشربوا في أسقية الأدم التي تلاث على أفواهها ، قالوا : يا رسول الله ، أرضنا كثير الجرذان لا يبقى بها أسقية الأدم ، قال : وإن أكلها الجرذان - مرتين أو ثلاثا - ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس : إن فيك لخصلتين يحبهما الله : الحلم ، والأناة .

التالي السابق


الخدمات العلمية