وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ، ولا يكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ما سمع .
- وعن nindex.php?page=showalam&ids=16006سفيان بن حسين ، قال : سألني nindex.php?page=showalam&ids=12444إياس بن معاوية ، قال : إني أراك قد كلفت بعلم القرآن ، فاقرأ علي سورة وفسر حتى أنظر فيما علمت ، قال : ففعلت ، فقال لي : احفظ علي ما أقول لك : إياك والشناعة في الحديث ! فإنه قلما حملها أحد إلا ذل [في] نفسه ، وكذب في حديثه .
- وعن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ; أنه قال : ما أنت بمحدث قوما حديثا [لا] تبلغه عقولهم ، إلا كان لبعضهم فتنة .
رواه مسلم ( 5 ) ، وأبو داود ( 4992 ) .
ومعنى " بحسب المرء " : يكفيه ذلك من الكذب
[ ص: 116 ] (3) ومن باب النهي عن أن يحدث محدث بكل ما سمع .
(قوله عليه الصلاة والسلام : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ") : هذا الحديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في كتابه من طريقين :
أحدهما : طريق nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15728حفص بن عاصم ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=657014كفى بالمرء كذبا . " الحديث مرسلا عن حفص ، ولم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ; هكذا وقع عند كافة رواة كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، ووقع عند أبي العباس الرازي - وحده - في هذا الإسناد : عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فأسنده .
ثم أردف nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم الطريق الآخر : عن علي بن حفص المدائني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن خبيب ، عن حفص ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله ، قال علي بن عمر الدارقطني : والصواب المرسل .
[ ص: 117 ] والباء في " بالمرء " : زائدة هنا على المفعول ، وفاعل " كفى " : أن يحدث ، وقد ترد هذه الباء على فاعل كفى ; كقوله تعالى : وكفى بالله شهيدا [ النساء : 79 ] وكذبا وشهيدا : منصوبان على التمييز .
ومعنى الحديث : أن من حدث بكل ما سمع ، حصل له الحظ الكافي من الكذب ; فإن الإنسان يسمع الغث والسمين ، والصحيح والسقيم ، فإذا حدث بكل ذلك ، حدث بالسقيم وبالكذب ، ثم يحمل عنه ، فيكذب في نفسه أو يكذب بسببه .
ولهذا أشار nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بقوله : ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ، ولا يكون إماما أبدا ، أي إذا وجد الكذب في روايته ، لم يوثق بحديثه ، وكان ذلك جرحه فيه ; فلا يصلح ليقتدي به أحد ولو كان عالما ، فلو بين الصحيح من السقيم ، والصادق من الكاذب سلم من ذلك ، وتقصى عن عهدة ما يجب عليه من النصيحة الدينية .
و (قوله : " إني أراك قد كلفت بعلم القرآن ") هو بكسر اللام من الكلف بالشيء ، وهو الولوع به ، والمحبة له ، والاعتناء به ; وهكذا صحت روايتنا فيه ، وقد روي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : علقت ، وهو من العلاقة ، وهي المحبة .
والشناعة في الحديث : هو ما يستقبح ، ويستنكر ; يقال : شنعت بالشيء ، أي : أنكرته ، بكسر النون ، وشنع الشيء بضمها : قبح في نفسه ، وشنعت على الرجل مشددا : إذا ذكرت عنه قبيحا ; حذره بهذا القول عن أن يحدث الأحاديث المنكرة ، فيكذب ويزل .
[ ص: 118 ] و (قوله : " ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم ، إلا كان لبعضهم فتنة ") أي : حديثا لا يفهمونه ولا يدركون معناه .
والفتنة هنا : الضلال والحيرة ، وهي تتصرف في القرآن على أوجه متعددة ، وأصلها : الامتحان والاختبار ; ومنه قولهم : فتنت الذهب بالنار : إذا اختبرته بها ، وهذا نحو مما قال في حديث آخر : " حدثوا الناس بما يفهمون ; أتريدون أن يكذب الله ورسوله " ؟!