قوله " لا ينهزه إلا الصلاة " ; أي لا يحركه إلا إرادة الصلاة ، ومنه : انتهز الفرصة ; أي : تحرك إليها وحصلها .
وقوله “ ما لم يحدث فيه " قد فسره nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة بما ذكر في الأصل ، وهو منه تمسك بالعرف الشرعي ، وقد فسره غيره بأنه الحدث الذي يصرفه عن إحضار فضل انتظار الصلاة ، ويحمله على الإعراض عن ذلك ، سواء كان مسوغا أو غير مسوغ ، وهو تمسك بأصل اللغة ، حمله بعضهم على إحداث مأثم ، والله أعلم ، وقد تقدم الكلام في البضع .
وهذا الحديث يفهم منه أن فضل الجماعة لم يكن لأجل الجماعة فقط ، بل لما يلازمها من الأحوال كقصد الجماعة ونقل الخطا وانتظار الصلاة وصلاة الملائكة عليه وغير ذلك ، ويعتضد بهذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك لمذهبه في قوله : [ ص: 290 ] لا تفضل جماعة جماعة لاشتراكهم في تلك الأمور .
وقوله “ فلم يخط خطوة " بضم الخاء - الرواية - وهي واحدة الخطا ، وهي ما بين القدمين ، فأما الخطوة - بفتح الخاء - فهي المصدر واحدة الخطو ، فالضم للاسم والفتح للمصدر .
وقوله “ ما لم يؤذ فيه " ; أي ما لم يصدر عنه ما يتأذى به بنو آدم والملائكة ، قلت : ويحتمل قوله " ما لم يحدث فيه " أن يكون بدلا من قوله " ما لم يؤذ فيه " .
وقوله “ إلا رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة " ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : إن كانت له ذنوب حطت عنه ، وإلا رفعت له درجات . قلت : وهذا يقتضي أن الحاصل بالخطوة درجة واحدة ، إما الحط وإما الرفع . وقال غيره : بل الحاصل بالخطوة الواحدة ثلاثة أشياء ; لقوله في الحديث الآخر : كتب الله له بكل خطوة حسنة ، ويرفعه بها درجة ، ويحط بها عنه سيئة - والله تعالى أعلم .