قوله في الأم : مثل الصلوات الخمس كمثل نهر غمر - النهر : ما بين جنبي الوادي ، سمي نهرا لسعته ، وسمي النهار به لسعة ضوئه ، ويقال : نهر ونهر - بسكون الهاء وفتحها ، وكذلك يقال في كل ما كان عين الفعل منه حرف حلق ; مثل : شعر ، وشعر ، ودهر ، ودهر . والغمر بفتح الغين الماء الكثير ، وبضمها الرجل الذي لم يجرب الأمور ، وبكسرها الحقد . والدرن : الوسخ .
وقوله “ هل يبقى من درنه شيء ؟ " ، كذا صحت الرواية بفتح ياء " يبقى " ; مبني للفاعل ، وبإثبات من ، وبتمام الكلام على " درنه " من غير شيء ، ويحمل على أن " من " زائدة على الفاعل ; لأن الكلام قبلها غير موجب ، فكأنه قال : هل يبقى درنه ؟
[ ص: 294 ] وقد تخيل بعض الناس أن في الكلام حذفا ، فقال : هل يبقى من درنه شيء ؟ ولا تعضده الرواية ولا القانون النحوي .
وظاهر هذا الحديث أن الصلوات بانفرادها تستقل بتكفير جميع الذنوب كبائرها وصغائرها ، وليس الأمر كذلك لاشتراطه في الحديث المتقدم اجتناب الكبائر ، فدل ذلك على أن المكفر بالصلوات هي جميع الصغائر إن شاء الله ، وقد تقدم القول في ذلك في كتاب الإيمان .