(84) ومن باب : الجلوس في المصلى بعد الصلاة حتى تطلع الشمس
قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=658082 " كان - صلى الله عليه وسلم - لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس " ، هذا الفعل منه - صلى الله عليه وسلم - يدل على استحباب لزوم موضع صلاة الصبح للذكر والدعاء إلى طلوع الشمس ; لأن ذلك الوقت وقت لا يصلى فيه ، وهو بعد صلاة مشهودة ، وأشغال اليوم بعد لم تأت ، فيقع الذكر والدعاء على فراغ قلب وحضور فهم ، فيرتجى فيه قبول الدعاء وسماع الأذكار . وقال بعض علمائنا : يكره الحديث حينئذ ، واعتذر عن قوله " وكانوا يتحدثون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم " بأن هذا فصل آخر من سيرة أخرى في وقت آخر ، وصله بالحديث [ ص: 296 ] الأول . قلت : وهذا فيه نظر ، بل يمكن أن يقال : إنهم في ذلك الوقت كانوا يتكلمون ; لأن الكلام فيه جائز غير ممنوع ، إذ لم يرد في ذلك منع ، وغاية ما هنالك أن الإقبال في ذلك الوقت على ذكر الله تعالى أفضل وأولى ، ولا يلزم من ذلك أن يكون الكلام مطلوب الترك في ذلك الوقت ، والله تعالى أعلم .
وقوله “ حتى تطلع الشمس حسنا " ; أي طلوعا حسنا ، فيكون نعتا لمصدر محذوف ، ويعني بذلك أنه كان يستديم الذكر والمقام بمجلسه إلى أن يدخل الوقت الذي تجوز الصلاة فيه .