وكون سعد هم أن لا يسأل أحدا عن شيء حتى يموت ; إنما كان ذلك منه استقصارا لفهمه ; إذ لم يفهم ذلك من القرآن مع وضوح ذلك المعنى فيه ، وإنهاضا لهمته للبحث عن معاني القرآن ، واكتفاء بذلك عن سؤال أحد من أهل العلم .
وقول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : إن الله فرض قيام الليل . . . إلى قولها : فصار قيام الليل تطوعا : ظاهر قولها هذا يدل على أنه كان فرضا عليه وعلى الناس . قال مكي : وهو قول كافة أهل العلم . وقيل : إنه لم يكن فرضا عليه ولا عليهم ، حكاه الأبهري عن [ ص: 379 ] بعضهم ، قال لقوله : نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه [ المزمل : 3 - 4 ] وليس هذا ضرب الفروض ، وإنما هو ندب . وقيل : كان فرضا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وحده ، مندوبا لغيره ، وكأن هذا مأخوذ من مواجهة النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله : يا أيها المزمل [ المزمل : 1] فخص بالخطاب ، وبما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=909773ثلاث علي فريضة ، ولكم تطوع : الوتر ، والضحى ، وركعتا الفجر . وهو ضعيف . والصحيح ما نقلته nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة .
وقولها : إن النسخ كان بعد حول : خولفت في ذلك ، وقيل : بعد عشر سنين ، قال عياض : وهو الظاهر ; لأن السورة مكية ، ومن أول ما نزل من القرآن ، إلا الآيتين آخرها نزلت بالمدينة ، وهذا الذي قاله صحيح ، فصحيح الأحاديث والنقل المشهور على ما قدمناه في كتاب الإيمان .
وقولها : ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد : تعني أنه كان يسلم من وتره وهو قاعد ، مخبرة بمشروعية محل السلام ، ولم يرد عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى ركعتي الفجر قاعدا ، والله أعلم . وسيأتي الكلام على من غلب عن حزبه .