رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري (119)، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم (671) (177 و 178)، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود (1373)، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي (3 \ 202) .
[ ص: 388 ] (106) ومن باب : الترغيب في قيام رمضان
قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=668424كان يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة ، يدل : على أن قيام الليل في رمضان من نوافل الخير ، ومن أفضل أعمال البر ، لا خلاف في هذا ، وإنما الخلاف في الأفضل منه . هل إيقاعه في البيت ، أو في المسجد ؟ فذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك إلى أن إيقاعه في البيت أفضل لمن قوي عليه ، وكان أولا يقوم في المسجد ثم ترك ذلك ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=14954أبو يوسف ، وبعض أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . وذهب ابن عبد الحكم nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وبعض أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : إلى أن حضورها في الجماعة أفضل ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث : لو قام الناس في بيوتهم ، ولم يقم أحد في المسجد ، لا ينبغي أن يخرجوا إليه ، والحجة nindex.php?page=showalam&ids=16867لمالك قوله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=655648خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ، وقول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : نعمت البدعة هي ، والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون فيها . وحجة مخالفه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد صلاها في الجماعة في المسجد ، ثم أخبر بالمانع الذي منعه من الدوام على ذلك ، وهو خشية أن تفرض عليهم ، ثم إن الصحابة كانوا يصلونها في المسجد أوزاعا متفرقين ; إلى أن جمعهم nindex.php?page=showalam&ids=2عمر على قارئ واحد ، فاستقر الأمر على ذلك ، وثبتت سنته بذلك .
[ ص: 389 ] قلت : nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك أحق الناس بالتمسك بهذا ; بناء على أصله في التمسك بعمل أهل المدينة .
وقوله : من قام رمضان ، دليل على جواز إطلاق لفظ رمضان غير مضاف إلى شهر ; خلافا لمن منع ذلك حتى يقال : شهر رمضان ، قال : لأن رمضان اسم من أسماء الله تعالى ، ولا يصح هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقوله : إيمانا واحتسابا ; أي : تصديقا بما جاء في ذلك ، واحتسابا بالأجرة على الله تعالى . وقد روي : من قام رمضان وصامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
وقوله : فتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والأمر على ذلك ، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر وصدرا من خلافة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ; أي : لم يزل أمر قيام رمضان معلوم الفضيلة يقومونه لكن متفرقين وفي بيوتهم ; ولم يجمعوه على قارئ واحد ; حتى كان من جمع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لهم على أبي في المسجد ما قد ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في الموطأ .
ثم اختلف في المختار من عدد القيام ، فعند nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : أن المختار من ذلك ست وثلاثون ; لأن ذلك عمل أهل المدينة المتصل . وقد قال نافع : لم أدرك الناس إلا وهم يقومون بتسع وثلاثين ركعة ، يوترون منها بثلاث . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : عشرون [ ص: 390 ] ركعة ، وقال كثير من أهل العلم : إحدى عشرة ركعة ، أخذا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة المتقدم . وسيأتي الكلام على أحاديث ليلة القدر .
وقوله : من يقم ليلة القدر فيوافقها : اختلف في القدر الذي أضيفت الليلة إليه ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : القدر : العظمة ; من قوله : وما قدروا الله حق قدره [ الأنعام : 91] ; أي : ما عظموه حق عظمته ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : القدر : تقدير الأشياء من أمور السنة . وقال ابن الفضل : يعني سوق المقادير إلى المواقيت ، وقيل : قدر في وقتها إنزال القرآن .
ويقم في - هذه الرواية - يعني به : يطلب بقيامه ليلة القدر ، وحينئذ يلتئم مع قوله : يوافقها ; لأن معنى يوافقها : يصادفها ، ومن صلى فيها فقد صادفها ، [ ص: 391 ] ويحتمل أن تكون الموافقة هنا : عبارة عن قبول الصلاة فيها والدعاء ، أو يوافق الملائكة في دعائها ، أو يوافقها حاضر القلب متأهلا لحصول الخير والثواب ; إذ ليس كل دعاء يسمع ، ولا كل عمل يقبل ، فإنه : إنما يتقبل الله من المتقين [ المائدة : 27] وسيأتي استيفاء هذا المعنى إن شاء الله تعالى .