[ ص: 408 ] وقوله : طرقه وفاطمة ; أي : أتاهما ليلا ، والطارق هو الآتي بالليل ، ومنه سمي النجم : طارقا في قوله : والسماء والطارق [ الطارق :1 ] وهذا الإتيان منه - صلى الله عليه وسلم - ; إنما كان منه ليوقظهما للصلاة ; بدليل قوله : ألا تصلون ؟! وقد استنكر منهما نومهما في تلك الليلة ; إذ خالفا عادتهما ، ووقت قيامهما ; ولذلك اعتذر له nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه - بقوله : إنما أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء بعثها ; أي : أيقظها . وانصراف النبي - صلى الله عليه وسلم - عند سماعه هذا الكلام منه ، وضربه فخذه ، وتمثله بالآية ; يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يرض بذلك الجواب منه ; لأن الحزم والتهمم بالشيء يقتضي أن لا ينام عنه ; لأن من تحقق رجاؤه بشيء ، واشتدت عنايته به ورغبته فيه ، أو خاف من شيء مكروه ; قل ما يصيبه ثقيل النوم ، أو طويله . والله أعلم .