[ ص: 426 ] (114) ومن باب : إقراء النبي - صلى الله عليه وسلم -
قوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي : إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن : إنما كان ذلك ليلقن عنه أبي كيفية القراءة مشافهة وصفتها ، وليبين طريق تحميل الشيخ للراوي بقراءته عليه ، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قراءة التلميذ على الشيخ . وكلاهما طريق صحيح . وتخصيص سورة (لم يكن)، لما تضمنته من ذكر الرسالة ، والصحف ، والكتب ; في قوله تعالى : رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة [ البينة : 2 - 3 ] وهو مناسب لحالهما . والله تعالى أعلم .
وقوله : آلله سماني لك ؟! بهمزة الاستفهام على التعجب منه ، إذ كان ذلك عنده مستبعدا ; لأن تسميته تعالى له ، وتعيينه ليقرأ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ; تشريف عظيم ، وتأهيل لم يحصل مثله لأحد من الصحابة رضوان الله عليهم ، ولذلك لما أخبره بذلك بكى من شدة الفرح والسرور ; لحصول تلك المنزلة الشريفة ، والرتبة المنيفة .