[ ص: 427 ] وقوله : إني أشتهي أن أسمعه من غيري ; أي : أستطيب ذلك ، وذلك أن السامع قد يكون أحضر من القارئ ; لاشتغال القارئ بالقراءة وكيفيتها ، ويحتمل أن يكون : أشتهي بمعنى : أحب . وفيه : بيان سنة قراءة الطالب على الشيخ كما قدمناه آنفا .
وقوله : حتى بلغت : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا [ النساء : 41 ] وذكر بكاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ; كان ذلك منه لعظم ما تضمنته هذه الآية من هول المطلع ، وشدة الأمر . وفي غير الأم أنه قال : لما بلغتها ; قال : حسبك ; احتج به أهل التجويد على جواز الوقف الكافي من الآي ، والمقاطع ; لأن الكلام حيث قال له : حسبك ، غير تام ، بل تمامه فيما بعده . وقد قيل : إن قوله لعبد الله : حسبك تنبيه على ما في الآية ، لا أنه وقفه هناك .