أصل الحسد : تمني زوال النعمة عن المنعم عليه ، ثم قد يكون مذموما ، وغير مذموم ، فالمذموم : أن تتمنى زوال نعمة الله عن أخيك المسلم ، سواء تمنيت مع ذلك أن تعود إليك أم لا ؟ وهذا النوع هو الذي ذمه الله - تعالى - بقوله : أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله [ النساء : 54] وأما غير المذموم فقد يكون محمودا ، مثل : أن يتمنى زوال النعمة عن الكافر وعمن يستعين بها على المعصية . وأما الغبطة : فهو أن تتمنى أن يكون لك من النعمة والخير مثل ما لغيرك ، من غير أن تزول عنه ، والحرص على هذا يسمى : منافسة ، ومنه : وفي ذلك فليتنافس المتنافسون [ المطففين :26 ] غير أنه قد يطلق على الغبطة حسدا ، وعليه يحمل الحسد في هذا الحديث ، فكأنه قال : لا غبطة أعظم أو أفضل من الغبطة في هذين الأمرين . وقد نبه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على هذا ; حيث بوب على هذا [ ص: 446 ] الحديث : باب الاغتباط في العلم والحكمة .