[ 693 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل قال : غدونا على nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود يوما بعدما صلينا الغداة ، فسلمنا بالباب ، فأذن لنا . قال : فمكثنا بالباب هنية قال : فخرجت الجارية فقالت : ألا تدخلون ؟ فدخلنا ، فإذا هو جالس يسبح ، فقال : ما منعكم أن تدخلوا وقد أذن لكم ؟ فقلنا : لا ، إلا أنا ظننا أن بعض أهل البيت نائم ، قال : ظننتم بآل ابن أم عبد غفلة ؟ قال : ثم أقبل يسبح حتى ظن أن الشمس قد طلعت ، فقال : يا جارية ! انظري ، هل طلعت ؟ قال : فنظرت فإذا هي لم تطلع ، فأقبل يسبح حتى إذا ظن أن الشمس قد طلعت فقال : يا جارية ، انظري هل طلعت ؟ فنظرت فإذا هي قد طلعت فقال : الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا (قال مهدي : أحسبه قال : ولم يهلكنا بذنوبنا) . قال : فقال رجل من القوم : قرأت المفصل البارحة كله . قال فقال nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله : هذا كهذ الشعر ؟ nindex.php?page=hadith&LINKID=658367إنا لقد سمعنا القرائن ، وإني لأحفظ القرائن التي كان يقرؤهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ثمانية عشر من المفصل ، وسورتين من آل حم .
وفي رواية قال : جاء رجل من بني بجيلة ، يقال له : نهيك بن سنان ، إلى عبد الله ، فقال : إني أقرأ المفصل في ركعة . فقال عبد الله : أهذا كهذ الشعر ؟ ! لقد علمت النظائر التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بهن ، سورتين في كل ركعة .
وفي أخرى : فقال عبد الله : هذا كهذ الشعر ؟ إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع ، إن أفضل الصلاة الركوع والسجود ، إني لأعلم النظائر . . . الحديث .
وفي أخرى قال : هي عشرون .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري (5043)، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم (822) (278) و (279)، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود (1396) .
(122) ومن باب : قراءة سورتين في ركعة
قوله : فإذا هو جالس يسبح ; أي : يسبح الله ويذكره ، لا بمعنى : يتنفل ; لأن ذلك في وقت يمنع التنفل فيه .
وقوله : هذا كهذ الشعر : إنكار منه على من يسرع في قراءته ، ولا يرتل ولا يتدبر ، ونصب هذا على المصدر ; كأنه قال : أتهذ هذا ؟ وهذ الشعر : [ ص: 454 ] الاسترسال في إنشاده من غير تدبر في معانيه ، ومعنى هذا : أن الشعر هو الذي إن فعل الإنسان فيه ذلك سوغ له ، وأما في القرآن فلا ينبغي مثل ذلك فيه ، بل يقرأ بترتيل وتدبر ; ولذلك قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=670295إن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع ، والتراقي : جمع ترقوة ، وهي عظام أعالي الصدر ، وهو كناية عن عدم الفهم ; كما وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - به الخوارج ; إذ قال : لا يجاوز حناجرهم .
قلت : وهذا مفسر لرواية من روى : ثماني عشرة . وزاد في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : والمدثر والمزمل في ركعة ، فكملت عشرين .
وقوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود : ونثر كنثر الدقل ، الدقل : رديء التمر . ووجه التشبيه : أنه يتناثر متتابعا على غير ترتيب ، فشبه المسرع في قراءته بذلك .
وقوله في الأم : لا يصعد له عمل ; أي : لا يكون له ثواب يصعد به ; كما قال امرؤ القيس :
على لاحب لا يهتدى بمناره
أي : ليس له منار فيهتدى به .
وقوله : إن أفضل الصلاة الركوع والسجود : حجة لمن قال : إن كثرة السجود أفضل من تطويل القيام ، وقد تقدم ذكر الخلاف في هذه المسألة . واختلف في مبدأ المفصل ، فقيل : من سورة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وقيل : من سورة ق ، وسمي بذلك ; لكثرة الفصل بين سوره بسطر : بسم الله الرحمن الرحيم . [ ص: 456 ] وقول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا ولم يهلكنا بذنوبنا ; خوفا منه للذي رأى من تبدل الأحوال .