وثانيها : قوله - صلى الله عليه وسلم - لهم حين وجد منهم الريح الكريهة : لو اغتسلتم ليومكم هذا ؟! . وهذا عرض وتحضيض ، وإرشاد للنظافة المستحسنة ، ولا يقال مثل ذلك اللفظ في الواجب .
وثالثها : تقرير nindex.php?page=showalam&ids=2عمر والصحابة nindex.php?page=showalam&ids=7لعثمان - رضي الله عنهم - على صلاة الجمعة بالوضوء من غير غسل ، ولم يأمروه بالخروج ، ولم ينكروا عليه ، فصار ذلك كالإجماع منهم على أن الغسل ليس بشرط في صحة الجمعة ، ولا واجب .
ورابعها : ما يقطع مادة النزاع ، ويحسم كل إشكال : حديث الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=662827من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ، ومن اغتسل فالغسل أفضل ، وهذا نص في موضع الخلاف ; غير أن سماع الحسن من nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة مختلف فيه ، وقد صح عنه أنه سمع منه حديث العقيقة ، فيحمل حديثه عنه على السماع إلى أن يدل دليل على غير ذلك . والله تعالى أعلم .
وقول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : ما بال رجال يتأخرون بعد النداء : إنكار منه على nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان تأخره عن وقت وجوب السعي ، ثم عذر nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان حين اعتذر بقوله : ما زدت على أن توضأت ; يعني : أنه ذهل عن الوقت ، ثم تذكره ، فإذا به قد ضاق عن الغسل ، وكان ذهوله ذلك لعذر مسوغ .
وقول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - : والوضوء أيضا ؟! : إنكار آخر على ترك السنة المؤكدة التي هي الغسل على جهة التغليظ ، حتى لا يتهاون بالسنن ، لا أنه كان يعتقد الغسل واجبا ، ويجوز في " الوضوء " النصب والرفع ، فالرفع على أنه مبتدأ ، وخبره محذوف ، تقديره : الوضوء تقتصر عليه ، والنصب على أنه مفعول بإضمار فعل تقديره : أتخص الوضوء دون الغسل ؟! أو ما في معنى ذلك ، والواو عوض من همزة الاستفهام ; كما قال تعالى : (قال فرعون وآمنتم به) في قراءة ابن كثير .