قوله : لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات ; أي : تركهم . قال شمر : زعمت النحوية : أن العرب أماتوا مصدره وماضيه ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أفصح . قلت : وقد قرأ nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة : ( ما ودعك ربك وما قلى ) مخففا ; أي : ما تركك ، والأكثر في الكلام ما ذكره شمر عن النحويين .
وقوله : أو ليختمن الله على قلوبهم ، ثم ليكونن من الغافلين : حجة واضحة في وجوب الجمعة وفرضيتها . والختم : الطبع ، وأصله من : ختمت الكتاب ; إذا طبعته بطابعه ، وهو في الحقيقة عبارة عما يخلقه الله تعالى في قلوبهم من الجهل والجفاء والقسوة ، وهذا مذهب أهل السنة ، وقال غيرهم من أهل الأهواء : هو الشهادة عليهم بما فيها ، وقيل عن بعضهم : هو علم جعله الله في قلوبهم لتعرف الملائكة فرق ما بين من يجب مدحه ممن يجب ذمه . وجمهور الأئمة على أنها فرض من فروض الأعيان . وروي عن بعض الشافعية : أنها من فروض الكفاية . وقد نقل عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك من لم يحقق أنها سنة ، وتوهم على nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أنه يقول : إنها من قبيل المندوب المتأكد ، وليس بصحيح من مذهبه ، ولا مذاهب [ ص: 522 ] أصحابه ، لكن روى nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عنه لفظا غلط في تأويله بعض المتأولين ، وذلك : أن nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب روى عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في القرى المتصلة البيوت وفيها جماعة من المسلمين ، قال : وينبغي لهم أن يجمعوا ، إذا كان إمامهم يأمرهم أن يجمعوا فليؤمروا رجلا فيجمع بهم ; لأن الجمعة سنة ، هذا نص كلامه ، وظاهره : أن التجميع على هذه الحالة من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; أي : من طريقته التي كان يسلكها . والله تعالى أعلم .