رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم (904) (10) ، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود (1178 و 1179) ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي (3 \ 136) .
وقوله : ثم تأخر وتأخرت الصفوف خلفه حتى انتهينا إلى النساء ، هذا التأخر كان في الصلاة ، وهو الذي عبر عنه في الحديث الآخر بالقهقرى ، الذي فعله مخافة أن يصيبه لفح النار ، على ما فسره بعد . وكونه تقدم - أي : رجع - إلى الموضع الذي كان فيه ، ويحتمل أن يعبر بذلك على التقدم الذي تقدمه ليتناول القطف من الجنة ، والله - تعالى - أعلم .
وآضت الشمس ; أي : عادت إلى حالتها الأولى ، واختلف النحويون في آض : هل هي من أخوات كان فتحتاج إلى اسم وخبر ، أو إنما تتعدى إلى مفعول [ ص: 560 ] واحد بحرف الجر ؟ على قولين .
وهذا الحديث يدل على أنها مما تتعدى إلى مفعول واحد بحرف جر ، غير أنه حذف هنا ، وقد يحذف حرف الجر فينتصب ما يحذف منه حرف الجر ; كما قال :
وآض روض اللهو يبسا ذاويا
وقد روي هذا الحرف هنا : أضاءت الشمس ; أي : ظهر ضوؤها ، يقال : ضاءت الشمس ، وأضاءت بمعنى واحد .
وقوله : فصلوا حتى تنجلي ; أي : تنكشف ، وهذا يدل على أن وقت الكسوف ينبغي أن يكون معمورا بالصلاة ، فإما بتطويل الصلاة ، أو بتعديد الركعات كما تقدم ، وهذا الأمر على جهة الندب ; بدليل : أنه قد تقدم أنه - صلى الله عليه وسلم - انصرف منها قبل أن تنجلي الشمس . ولفح النار : شدة لهبها وتأثيره ، ومنه قوله - تعالى - : تلفح وجوههم النار [ المؤمنون : 104] واللفح أشد تأثيرا من النفح ; كما قال - تعالى - : ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك [ الأنبياء :46 ] ; أي : أدنى شيء منه ; قاله nindex.php?page=showalam&ids=12002الهروي .
والمحجن : عصا معقفة الطرف ; وهي الخطاف . والقصب : الأمعاء ; بضم القاف ، وهي الأقتاب أيضا . وخشاش الأرض : بفتح الخاء والشين [ ص: 561 ] المعجمتين ، وهي هوام الأرض ، وقيل : صغار الطير ، ويقال : بكسر الخاء . وحكي عن أبي علي : أنه يقال : بضمها . وقيل : لا يقال في الطير إلا بالفتح .