اختلف في مخاطبة النساء بصلاة الكسوف ، فقيل : يخاطب بها الجميع والنساء والمسافرون ، وهذا مشهور مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أيضا ما يدل على أنه يخاطب بها من يخاطب بالجمعة ، فيخرج منها النساء والمسافرون . وذهب الكوفيون إلى أنهن يصلين أفذاذا لا جماعة . وهذا الحديث وحديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر يدلان على حضور النساء لها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وما خرجن من بيوتهن ولا حضرن الصلاة إلا وقد صح عندهن أنهن مخاطبات بذلك . وأيضا فإن قوله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=650998فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة ; يدل على أنهن مخاطبات بذلك ، وهذا الخطاب وإن كان أصله للذكور ; فالنساء مندرجات فيه ; كما اندرجن في قوله - تعالى - : يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا [ المائدة :6 ] و كتب عليكم الصيام [ البقرة : 183 ] ، وغير ذلك من خطابات التعبدات العامة ، والنساء داخلات فيها باتفاق . واختلف فيمن فاتته صلاة الكسوف مع الإمام ، هل يصليها وحده ؟ على قولين لأهل العلم ، ومن أصحابنا من قال : لا تلزمه ، وهو أصل nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : في أن السنن لا تقضى إذا فاتت بفوات أفعالها أو أوقاتها .
[ ص: 566 ] وقولها : حتى تجلاني الغشي أو الغشي : الأول بسكون الشين ، والثاني بكسرها ، وكلاهما بالغين المعجمة ، وهما بمعنى واحد ، وهو حقيقة الإغماء ، وأتى الراوي باللفظين لأنه شك هل سمعه منها مسكنة أو مثقلة . ووقعت هذه اللفظة عند nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري بالعين المهملة ، وليس بشيء .
وقولها : فجعلت أصب على رأسي ووجهي الماء ، هذا كان منها لطول القيام وشدة الحر ، وكأنها رأت أن فعل مثل هذا مع شدة الحاجة إليه يجوز ; لخفة أمر ما ليس بفريضة ، ولأن هذا الفعل ليس من قبيل العمل الكثير الذي ينصرف به عن الصلاة ; كتأخر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وتقدمه في هذه الصلاة . وفي هذا الحديث أبواب كثيرة [ ص: 567 ] من الفقه ; منها ما ذكر ، ومنها ما لم يذكر ، إلا أنها لا تخفى على المتأمل الفطن .