قوله - صلى الله عليه وسلم - : شق بصره : صوابه وصحيحه : شق بفتح الشين مبنيا للفاعل ، وبرفع البصر ; أي : انفتح . يقال : شق بصر الميت ، وشق الميت بصره : إذا شخص بصره ، بفتح الخاء أيضا ، قاله صاحب الأفعال ، ولم يعرف أبو زيد الضم . وإغماض الميت : سد أجفانه بعد موته ، وهو سنة عمل بها المسلمون كافة ، ومقصوده : [ ص: 573 ] تحسين وجه الميت ، وستر تغير بصره . والمهديون : الذين هدوا إلى الصراط المستقيم صراط الله .
وقوله : واخلفه في عقبه في الغابرين ; أي : كن الخليفة على من يتركه من عقبه ويبقى بعده ، ويعني بالغابرين : الباقين ; كما قال - تعالى - : إلا امرأته كانت من الغابرين [ الأعراف :83 ] ; أي : من الباقين في العذاب . وغبر من الأضداد ; يقال : بمعنى : بقي ، وبمعنى : ذهب .
وقوله : إن الروح إذا قبض تبعه البصر ، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : فذلك حين يتبع بصره نفسه ، يدل على أن الروح والنفس عبارتان عن معنى واحد ، وهو الذي يقبض بالموت . والله تعالى أعلم .
[ ص: 574 ] وفيهما ما يدل على أن الموت ليس عدما ولا إعداما ، وإنما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ، ومفارقته ، وحيلولة بينهما ، ثم إن البدن يبلى ويفنى ، إلا عجب الذنب الذي منه بدئ خلق الإنسان ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة .