قال nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة : فوالله ما قال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر من شيء .
وفي رواية : لما بلغ nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وابن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، قالت : إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبين ولكن السمع يخطئ .
قوله - صلى الله عليه وسلم - : إن الميت ليعذب ببكاء أهله : اختلف في معناه على أقوال : [ ص: 581 ] فأنكرته nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - ، وصرحت بتخطئة الناقل أو نسيانه ، وحملها على ذلك أنها لم تسمعه كذلك ، وأنه معارض بقوله - تعالى - : ولا تزر وازرة وزر أخرى [ الأنعام : 164] وهذا فيه نظر . أما إنكارها ، ونسبة الخطأ لراويه فبعيد ، وغير بين ولا واضح ، وبيانه من وجهين :
أحدهما : أن الرواة لهذا المعنى كثير : nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ، والمغيرة بن شعبة ، وقيلة بنت مخرمة ، وهم جازمون بالرواية ، فلا وجه لتخطئتهم ، وإذا أقدم على رد خبر جماعة مثل هؤلاء مع إمكان حمله على محمل الصحيح ، فلأن يرد خبر راو واحد أولى ، فرد خبرها أولى ، على أن الصحيح : ألا يرد واحد من تلك الأخبار ، وينظر في معانيها كما نبينه .
[ ص: 582 ] وثانيهما : أنه لا معارضة بين ما روت هي ولا ما رووا هم ; إذ كل واحد منهم أخبر عما سمع وشاهد ، وهما واقعتان مختلفتان . وأما استدلالها على رد ذلك بقوله - تعالى - : ولا تزر وازرة وزر أخرى [ الأنعام : 164 ] فلا حجة فيه ، ولا معارضة بين هذه الآية والحديث ، على ما نبديه من معنى الحديث إن شاء الله تعالى .
وقد اختلف العلماء فيه ، فقيل : محمله على ما إذا كان النوح من وصيته وسنته ، كما كانت الجاهلية تفعل ، حتى قال طرفة :
إذا مت فانعيني بما أنا أهله وشقي علي الجيب يا ابنة معبد
وقد جمع عبد المطلب بناته عند موته وأمرهن أن ينعينه ويندبنه ففعلن ، وأنشدت كل واحدة منهن شعرا تمدحه فيه ، فلما فرغن قال آخر ما كلمهن : أحسنتن ، هكذا فانعينني ، وإلى هذا نحا nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . وقيل : معناه : أن تلك الأفعال التي يبكى بها الميت ، مما كانوا يفعلونه في الجاهلية ; من قتل النفوس ، وأخذ [ ص: 583 ] الأموال ، وإخراب البلاد ، وغير ذلك ، فأهله يمدحونه بها ، ويعددونها عليه ، وهو يعذب لسببها ، وعلى هذا تحمل رواية من رواه : ببعض بكاء أهله ; إذ ليس كل ما يعددونه من خصاله يكون مذموما ، فقد يكون من خصاله : كرم ، وإعتاق رقاب ، وكشف كرب . وقد دل على صحة هذا التأويل : حديث nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة ; حيث أغمي عليه ، فجعلت أخته nindex.php?page=showalam&ids=16693عمرة تبكي : واجبلاه ! واكذا ! واكذا ، تعدد عليه ، فأفاق وقال لها : ما قلت شيئا إلا قيل لي : أنت كذلك ؟ ! فلما مات لم تبك عليه . خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وذهب داود وطائفة إلى اعتقاد ظاهر الحديث ، وأنه إنما يعذب بنوحهم ; لأنه أهمل نهيهم عنه قبل موته وتأديبهم بذلك ، فيعذب بتفريطه في ذلك ، ويترك ما أمر الله - تعالى - به من قوله - تعالى - : قوا أنفسكم وأهليكم نارا [ التحريم :6 ] وقيل : معناه : أنه يعذب بسماع بكاء أهله ; لرقته لهم ، وشفقته عليهم ; لما يصيبهم من أجله . وقد دل على صحة هذا المعنى : حديث قيلة بنت مخرمة العنزية ، وبكت على ابنها مات عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال لها وأنكر عليها : nindex.php?page=hadith&LINKID=885740والذي نفس محمد بيده ! إن أحدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه ، يا عباد الله ! لا تعذبوا إخوانكم . ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة ، وهو حديث طويل مشهور ، وهذا التأويل حسن جدا ، ولعله أولى ما قيل في ذلك . والله أعلم . وسكوت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة حين قالت ما قالت ; ليس لشكه فيما رواه ، لا هو ولا أبوه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنهما - ; فإنهما قد صرحا برفع ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما كان - والله تعالى أعلم - لأنه ظهر له أن الحديث قابل للتأويل ، ولم يتعين له محمل ، أو [ ص: 584 ] سكت محترما لها عن أن يراجعها في ذلك المجلس ، وفي ذلك الوقت ، وأخر ذلك لوقت آخر ، مع أنه لم ترهق إليه في ذلك الوقت حاجة يعتد بها . والله تعالى أعلم .