قوله صلى الله عليه وسلم " أسرعوا بالجنازة " ; أي : أسرعوا بحملها إلى قبرها في مشيكم ، يدل عليه قوله في آخره " فخير تقدمونها إليه ، أو شر تضعونه عن رقابكم " ، وقيل : يعني به الإسراع بتجهيزها بعد موتها لئلا تتغير . قال الشيخ رحمه الله : [ ص: 603 ] والأول أظهر . ثم لا يبعد أن يكون كل واحد منهما مطلوبا ; إذ مقتضاه مطلق الإسراع ، فإنه لم يقيده بقيد ، والله أعلم . ثم على الأول فذلك الإسراع يكون في رفق ولطف ، فإنه إن لم يكن كذلك تعب المتبع ، ولعله يضعف عن كمال الاتباع ، وانخرقت حرمة الميت لكثرة تحريكه ، وربما يكون ذلك سبب خروج شيء منه فيتلطخ به ، فيكون ذلك نقيض المقصود الذي هو النظافة . ومقصود الحديث ألا يتباطأ في حمله بالمشي فيؤخر عن خير يقدم به عليه ، أو يستكثر من حمل الشر إن كان من أهله ، ولأن المبطئ في مشيه يخاف عليه الزهو والتكبر ، وهذا قول الجمهور .
وقد تضمن هذا الحديث الأمر بحمل الميت إلى قبره ، وهو واجب على الكفاية إن لم يكن له مال يحمل منه .
والجنازة : بفتح الجيم وكسرها ، لغتان للميت ، والكسر أفصح - قاله القتبي . وقال أبو علي : بالكسر السرير الذي يحمل عليه الميت ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : جنزت الشيء سترته ، ومنه سمي الميت جنازة لأنه يستر . وعن nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : الفتح للميت ، والكسر للنعش .