- قال nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين : إن هذا العلم دين ; فانظروا عمن تأخذون دينكم .
- وقال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد ، فلما وقعت الفتنة قالوا : سموا لنا رجالكم : فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم ، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم .
- وقال : بيننا وبين القوم القوائم ، يعني : الإسناد .
- وعن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، قال : جاء nindex.php?page=showalam&ids=15545بشير العدوي إلى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، فجعل يحدث ويقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : فجعل nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لا يأذن لحديثه ، ولا ينظر إليه ، فقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ! ما لي لا أراك تسمع لحديثي ؟! أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع ؟! فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابتدرته أبصارنا ، وأصغينا إليه بآذاننا ، فلما ركب الناس الصعب والذلول ، لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف .
- وفي رواية : فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : إنا كنا نحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ لم يكن يكذب عليه ، فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث عنه .
الآثار الواردة في هذا الباب انظرها في صحيح مسلم ( 1 \ 13 – 15 المقدمة )
(5) ومن باب الإسناد من الدين
أي : من أصوله ; لأنه لما كان مرجع الدين إلى الكتاب والسنة ، والسنة لا تؤخذ عن كل أحد : تعين النظر في حال النقلة ، واتصال روايتهم ، ولولا ذلك ، لاختلط الصادق بالكاذب ، والحق بالباطل ، ولما وجب الفرق بينهما ، وجب النظر في الأسانيد . وهذا الذي قاله nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، قد قاله nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=17191ونافع مولى ابن عمر ، وغيرهم ، وهو أمر واضح الوجوب لا يختلف فيه . وقال nindex.php?page=showalam&ids=5716عقبة بن نافع [ ص: 122 ] لبنيه : يا بني ، لا تقبلوا الحديث إلا من ثقة . وقال ابن معين : كان فيما أوصى به nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب بنيه أن قال : يا بني ، لا تقبلوا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من ثقة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون : لا تأخذوا العلم إلا ممن يشهد له بالطلب . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16047سليمان بن موسى : لا يؤخذ العلم من صحفي ، وقال أيضا : قلت nindex.php?page=showalam&ids=16248لطاووس : إن فلانا حدثني بكذا وكذا ، فقال : إن كان مثبتا ، فخذ عنه .
و (قوله : " لم يكونوا يسألون عن الإسناد ") ; يعني بذلك : من أدرك من الصحابة وكبراء التابعين . أما الصحابة فلا فرق بين إسنادهم وإرسالهم ; إذ الكل عدول على مذهب أهل الحق ، كما أوضحناه في الأصول ، وكذلك : كل من خالف في قبول مراسيل غير الصحابة وافق على قبول مراسيل الصحابة . وأما كبراء التابعين ومتقدموهم فالظاهر من حالهم أنهم يحدثون عن الصحابة إذا أرسلوا ، فتقبل مراسيلهم ، ولا ينبغي أن يختلف فيها ; لأن المسكوت عنه صحابي ، وهم عدول ، وهؤلاء التابعون هم : nindex.php?page=showalam&ids=16561كعروة بن الزبير ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ، nindex.php?page=showalam&ids=17191ونافع مولى ابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=16972ومحمد بن سيرين ، وغيرهم ممن هو في طبقتهم .
وأما من تأخر عنهم ممن حدث عن متأخري الصحابة وعن التابعين ; فذلك محل الخلاف ، والصواب : قبول المراسيل إذا كان المرسل مشهور المذهب في الجرح والتعديل ، وكان لا يحدث إلا عن العدول ; كما أوضحناه في الأصول .
و (قوله : " فلما وقعت الفتنة قالوا : سموا لنا رجالكم ") هذه الفتنة يعني بها [ ص: 123 ] - والله أعلم - : فتنة قتل nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، وفتنة خروج الخوارج على nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية ; فإنهم كفروهما حتى استحلوا الدماء والأموال .
وقد اختلف في تكفير هؤلاء ، ولا يشك في أن من كفرهم لم يقبل حديثهم ، ومن لم يكفرهم اختلفوا في قبول حديثهم ; كما بيناه فيما تقدم . فيعني بذلك - والله أعلم - : أن قتلة nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان والخوارج لما كانوا فساقا قطعا ، واختلطت أخبارهم بأخبار من لم يكن منهم ، وجب أن يبحث عن أخبارهم فترد ، وعن أخبار غيرهم ممن ليس منهم فتقبل ، ثم يجري الحكم من غيرهم من أهل البدع كذلك .
ولا يظن أحد له فهم أنه يعني بالفتنة فتنة nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية ; إذ لا يصح أن يقال في أحد منهم : مبتدع ، ولا فاسق ، بل كل منهم مجتهد عمل على حسب ظنه ، وهم في ذلك على ما أجمع عليه المسلمون في المجتهدين من القاعدة المعلومة ، وهي أن كل مجتهد مأجور غير مأثوم ; على ما مهدناه في الأصول .
و (قوله : " جاء بشير العدوي إلى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ") بشير : بضم الباء ، وفتح الشين ، وياء التصغير بعدها ، وهو عدوي بصري يكنى nindex.php?page=showalam&ids=50أبا أيوب ، حدث عن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء ، وحدث عنه : عبد الله بن بديل ، وطلق بن حبيب ، والعلاء بن زياد .
و (قوله : " فجعل لا يأذن لحديثه ") أي : لا يصغي إليه بأذنه ، ولا يستمعه ; ومنه قوله تعالى : وأذنت لربها وحقت [ الانشقاق : 2 ] .
[ ص: 124 ] و (قوله : " كنا إذا سمعنا رجلا يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابتدرته أبصارنا ، وأصغينا إليه بآذاننا ") أي : قبلنا منه ، وأخذنا عنه .
هذا الذي قاله nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يشهد بصحة ما تأولنا عليه قول nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ; فإن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس كان في أول مرة يحدث عن الصحابة ، ويأخذ عنهم ; لأن سماعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان قليلا ; لصغر سنه ، فكان حاله مع الصحابة كما قال ،- فلما تلاحق التابعون وحدثوا ، وظهر له ما يوجب الريبة ، لم يأخذ عنهم ; كما فعل مع بشير العدوي .
و (قوله : " فلما ركب الناس الصعب والذلول ، لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف ") هذا مثل ، وأصله في الإبل ، ومعناه : أن الناس تسامحوا في الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، واجترؤوا عليه ; فتحدثوا بالمرضي عنه ، الذي مثله بالذلول من الإبل ، وبالمنكر منه الممثل بالصعب من الإبل .
[ ص: 125 ] و (قوله : " لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف ") أي : إلا ما نعرف ثقة نقلته ، وصحة مخرجه .
و (قوله : " إنا كنا نحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ") الصحيح في : نحدث بضم النون ، وفتح الدال مشددة ; مبنيا للمفعول ; ويؤيده : قوله في الرواية الأخرى : كنا إذا سمعنا رجلا يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا . وكذلك وجدته مقيدا بخط من يعتمد على علمه وتقييده ، وقد وجدته في بعض النسخ بكسر الدال ، وفيه بعد ، ولعله لا يصح .