المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1593 [ 828 ] وعن جابر بن عبد الله قال : مرت جنازة ، فقام لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقمنا معه ، فقلنا : يا رسول الله ، إنها يهودية ! فقال : إن الموت فزع ، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا .

رواه أحمد (3 \ 319) ، والبخاري (1311) ، ومسلم (960) (78) ، والنسائي (4 \ 45 - 46) .


وقوله " إن الموت فزع " ; أي يفزع إليه ومنه ، وهو تنبيه على استذكاره وإعظامه وجعله من أهم ما يخطر بالإنسان .

والمقصود من هذا الحديث ألا يستمر الإنسان على غفلته عند رؤية الميت ، فإنه إذا رأى الميت ثم تمادى على ما كان عليه من الشغل كان هذا دليلا على غفلته وتساهله بأمر الموت ، فأمر الشرع أن يترك ما كان عليه من الشغل ويقوم تعظيما لأمر الميت واستشعارا به ، وعلى هذا فيستوي في ذلك الميت المسلم [ ص: 621 ] وغيره ، ولذلك قال في الميت الذمي " أليست نفسا ؟! " ، معناه : أليست الجنازة نفسا قبضت ؟

وقيل : إنما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - إجلالا للملائكة الذين مع الميت . وقيل : إنما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - لجنازة اليهودي لأنه كره أن تعلو جنازة اليهودي رأسه . وقيل : لأنه آذاه نتن ريحها - والصحيح الأول .

التالي السابق


الخدمات العلمية