قوله " اتخذوا لي لحدا " ، اللحد : هو أن يشق في الأرض ثم يحفر قبر آخر في جانب الشق من جهة القبلة ، يدخل فيه الميت ويسد عليه باللبن ، وهو أفضل عندنا من الشق ، وكل واحد منهما جائز ، غير أن الذي اختار الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - هو اللحد ; وذلك أنه لما أراد الصحابة أن يحفروا للنبي - صلى الله عليه وسلم - اشتوروا في ذلك ، وكان في المدينة رجلان أحدهما يلحد والآخر لا يلحد ، فقالت الصحابة : اللهم اختر لنبيك ، فجاء الذي يلحد أولا فلحدوا . اشتوارهم في ذلك وتوقفهم يدل على أنه لم يكن عندهم في أفضلية أحدهما من النبي - صلى الله عليه وسلم - تعيين ، ولذلك رجعوا إلى الدعاء في تعيين الأفضل ، ولم يقع في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ذكر غسله - صلى الله عليه وسلم - ولا الصلاة عليه ، وقد ذكر في غيره . فأما غسله - صلى الله عليه وسلم - فغسل في قميصه ، وذلك أنهم أرادوا أن ينزعوا قميصه ليغسلوه فسمعوا قائلا يقول : لا تنزعوا القميص - كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في الموطأ . وأما الصلاة عليه فصلى الناس عليه أفواجا : الرجال ، والنساء ، والصبيان - من غير إمام ; صلوا فوجا بعد فوج على ما ذكر أهل السير ، واختلف في [ ص: 625 ] سبب ذلك على أقوال ; فقيل : لأنهم لم يكن لهم إمام - وهذا خطأ ; لأن إمامة الفريضة لم تتعطل ، ولأن البيعة لأبي بكر تمت قبل دفنه وهو إمام الناس . وقيل : بل صلي عليه كذلك ليأخذ كل من الناس بنصيبه من الأجر والفضل .