والتمثال : مثال صورة ما فيه روح ، وهو يعم ما كان متجسدا وما كان مصورا في رقم أو نقش ، لا سيما وقد روي " صورة " مكان " تمثال " ، وقيل : إن المراد به هنا ما كان له شخص وجسد دون ما كان في ثوب أو حائط منقوشا ، وسيأتي الكلام عليهما .
وحاصل هذا الحديث الأمر بتغيير الصور مطلقا ، وأن إبقاءها كذلك منكر ، وطمسها : تغييرها ، وذلك يكون بقطع رؤوسها وتغيير وجوهها وغير ذلك مما يذهبها .
وقوله " ولا قبرا مشرفا إلا سويته " ظاهره منع تسنيم القبور ورفعها ، وأن تكون لاطية ، وقد قال به بعض أهل العلم . وذهب الجمهور إلى أن هذا [ ص: 626 ] الارتفاع المأمور بإزالته ليس هو التسنيم ولا ما يعرف به القبر كي يحترم ، وإنما هو الارتفاع الكثير الذي كانت الجاهلية تفعله ; فإنها كانت تعلي عليها وتبني فوقها تفخيما لها وتعظيما ، وأما تسنيمها فذلك صفة قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقبر nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر - رضي الله عنهما - على ما ذكر في الموطأ ، وقد جاء عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أنه هدمها وقال : ينبغي أن تسوى تسوية تسنيم . وهذا معنى قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : تسطح القبور ولا تبنى ولا ترفع ، وتكون على وجه الأرض ، وتسنيمها اختيار أكثر العلماء وجملة أصحابنا وأصحاب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي .
قلت : والذي صار إليه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أولى ، فإنه جمع بين التسوية والتسنيم .