قولها " كلنا يكره الموت " قول من ظن أنه قد عبر عن الموت بلقاء الله تعالى توسعا ، فأجيب بما يقتضي أن لقاء الله بعد الموت ، وقد نص على ذلك [ ص: 644 ] في طريق آخر فقال : ولقاء الله بعد الموت .
وفي هذا الحديث ما يدل على أنه لا يخرج أحد من هذه الدار حتى يعلم ما له عند الله تعالى من خير أو شر ، وقد قيل ذلك في قوله تعالى : لهم البشرى في الحياة الدنيا [ يونس : 64 ]
وهذه الكراهية للموت هي الكراهية الطبيعية التي هي راجعة إلى النفرة عن المكروه والضرر واستصعاب ذلك على النفوس ، ولا شك في وجدانها لكل أحد ، غير أن من رزقه الله تعالى ذوقا من محبته أو انكشف له شيء من جمال حضرته غلب عليه ما يجده من خالص محبته ، فقال عند أزوف رحلته مخاطبا للموت وسكرته كما قال nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ رضي الله عنه : حبيب جاء على فاقة ، لا أفلح اليوم من ندم !
وكان يقول عند اشتداد السكرات : اخنقني خنقك ، فوحقك إن قلبي ليحبك !