استدل به nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم هكذا ولم يسنده ، وقد ذكره nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في مصنفه ، وأبو بكر البزار في مسنده ، وقال : لا يعلم إلا من حديث ميمون بن أبي شبيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
- وعن أبي عقيل يحيى بن المتوكل صاحب بهية ، قال : كنت جالسا عند القاسم بن عبيد الله ، ويحيى بن سعيد ، وقال يحيى للقاسم : يا أبا محمد ، إنه قبيح - على مثلك - عظيم أن تسأل عن شيء من أمر هذا الدين ، فلا يوجد عندك منه علم ولا فرج ، أو علم ولا مخرج . فقال له القاسم : وعم ذاك ؟ قال : لأنك ابن إمامي هدى ; ابن أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، قال : يقول له القاسم : أقبح من ذلك عند من عقل عن الله أن أقول بغير علم ، أو آخذ عن غير ثقة ، قال : فسكت فما أجابه .
- وفي رواية : فقال له يحيى بن سعيد : إني لأعظم أن يكون مثلك - وأنت ابن إمامي الهدى ; يعني nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر - تسأل عن أمر ليس عندك فيه علم ، فقال : أعظم من ذلك عند الله ، وعند من عقل عن الله ، أن أقول بغير علم ، أو آخذ عن غير ثقة .
- وقال nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان : لم نر أهل الخير في شيء أكذب منهم في الحديث .
قال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : يقول : يجري الكذب على لسانهم ، ولا يتعمدون الكذب .
- وقال nindex.php?page=showalam&ids=11863أبو الزناد : أدركت بالمدينة مائة ، كلهم مأمون ، ما يؤخذ عنهم الحديث ، يقال : ليس من أهله .
- وقال يحيى بن سعيد : سألت nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة ، ومالكا ، nindex.php?page=showalam&ids=16008وابن عيينة ، عن الرجل لا يكون ثبتا في الحديث ، فيأتيني الرجل فيسألني عنه ؟ فقالوا : أخبر عنه أنه ليس بثبت .
- وذكر nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن جماعة كثيرة من السلف nindex.php?page=showalam&ids=16418كابن المبارك ، nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ، nindex.php?page=showalam&ids=12354وإبراهيم النخعي ، nindex.php?page=showalam&ids=12341وأيوب السختياني ، وغيرهم : التنصيص على عيوب أقوام بأعيانهم ، وذكر كذب بعضهم ، والتحذير عن الرواية عنهم : بابا طويلا قال في آخره : وإنما ألزموا أنفسهم الكشف عن معايب رواة الحديث ، وناقلي الأخبار ، وأفتوا بذلك حين سئلوا ، لما فيه من عظيم الخطر ; إذ الأخبار في أمر الدين إنما تأتي بتحليل أو تحريم ، أو أمر أو نهي ، أو ترغيب أو ترهيب ; فإذا كان الراوي لها ليس بمعدن الصدق والأمانة ، ثم أقدم على الرواية عنه من قد عرفه ، ولم يبين ما فيه لغيره ممن جهل معرفته : كان آثما بفعله ذلك ، غاشا لعوام المسلمين ; إذ لا يؤمن على بعض من سمع تلك الأخبار أن يستعملها ، أو يستعمل بعضها ، ولعلها أو أكثرها أحاديث أكاذيب لا أصل لها .
(6) ومن باب : الأمر بتنزيل الناس منازلهم ووجوب الكشف عمن له عيب من رواة الحديث
(قول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - : " أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ننزل الناس منازلهم ") . استدلال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بهذا الحديث يدل ظاهرا على أنه لا بأس به ، وأنه مما يحتج به عنده ، وإنما لم يسنده في كتابه ; لأنه ليس على شرط كتابه .
وقد أسنده nindex.php?page=showalam&ids=13863أبو بكر البزار في مسنده ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقال : لا يعلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه ، وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة من غير هذا الوجه موقوفا .
قال المؤلف رحمه الله تعالى : وعلى هذا ، فالحديث منقطع ; فقد ظهر لأبي داود من هذا الحديث ما لم يظهر nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم ، ولو ظهر له ذلك ، لما جاز له أن يستدل به ، إلا أن يكون يعمل بالمراسيل ، والله أعلم أن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلما إنما قال : وذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وهو مشعر بضعفه ، وأنه لم يكن عنده مما يعتمده .
و " أبو عقيل " هو : بفتح العين وكسر القاف ، واسمه : يحيى بن المتوكل ; كما ذكره في الأصل .
" وبهية " بضم الباء ، وفتح الهاء ، وما بعدها ، تصغير بهية ، وهي امرأة كانت تروي عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أم المؤمنين ، وهي التي سمتها بهذا الاسم ، وكان هذا أبو عقيل قد روى عنها ، وعرف بها ; فنسب إلى صحبتها ، وقد خرج عنها nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود .
و (قول nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد الأنصاري للقاسم : " إنك ابن أبي بكر وعمر ") إنما صحت النسبتان على القاسم ; لأن أباه هو عبيد الله بن عبد الله بن عمر ، وأمه هي ابنة القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وباسم جده هذا ، كان يكنى ; فـ " nindex.php?page=showalam&ids=2عمر " جده لأبيه الأعلى ، و " nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر " جده لأمه ; فصدقت عليه النسبتان .
و (قول nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان : " لم ير أهل الخير في شيء أكذب منهم في الحديث ") يعني به : الغلط والخطأ ; كما فسره nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم . وسبب هذا : أن أهل الخير هؤلاء المعنيين غلبت عليهم العبادة ، فاشتغلوا بها عن الرواية ، فنسوا الحديث ، ثم إنهم [ ص: 128 ] تعرضوا للحديث فغلطوا ، أو كثر عليهم الوهم فترك حديثهم ، كما اتفق للعمري ، وفرقد السبخي ، وغيرهما .
و (قول nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد : " أدركت بالمدينة مائة كلهم مأمون ") يعني : أنهم كانوا موثوقا بهم في دينهم وأمانتهم ، غير أنهم لم يكونوا حفاظا للحديث ، ولا متقنين لروايته ، ولا متحرزين فيه ; فلم تكن لهم أهلية الأخذ عنهم ، وإن كانوا قد تعاطوا الحديث والرواية .
[ ص: 129 ] وفتيا سفيان ومن بعده هي التي يجب العمل بها . ولا يختلف المسلمون في ذلك ; كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بعد هذا وأوضحه .
وحاصله أن ذكر مساوئ الراوي والشاهد القادحة في عدالتهما وفي روايتهما : أمر ضروري ; فيجب ذلك ; فإنه إن لم يفعل ذلك ، قبل خبر الكذاب ، وشهادة الفاسق ، وغش المسلمون ، وفسدت الدنيا والدين . ولا يلتفت لقول غبي جاهل يقول : ذلك غيبة ; لأنها وإن كانت من جنس الغيبة ، فهي واجبة بالأدلة القاطعة ، والبراهين الصادعة ; فهي مستثناة من تلك القواعد ; للضرورة الداعية .