[ ص: 299 ] (33) ومن باب من تبرأ منه النبي - صلى الله عليه وسلم -
(قوله : " من حمل علينا السلاح فليس منا ") أي : من حمل علينا السلاح مقاتلا ; كما في الرواية الأخرى : من سل علينا السيف ، فليس منا ، ويعني بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه وغيره من المسلمين . ولا شك في كفر من حارب النبي - صلى الله عليه وسلم - ; وعلى هذا فيكون قوله - عليه الصلاة والسلام - : فليس منا ، أي : ليس بمسلم ، بل هو كافر .
وأما من حارب غيره من المسلمين متعمدا مستحلا من غير تأويل ، فهو أيضا كافر كالأول .
وأما من لم يكن كذلك ، فهو صاحب كبيرة ، إن لم يكن متأولا تأويلا مسوغا بوجه .
[ ص: 300 ] وقد تقدم أن مذهب أهل الحق : لا يكفر أحد من المسلمين بارتكاب كبيرة ما عدا الشرك ; وعلى هذا فيحمل قوله - عليه الصلاة والسلام - : ليس منا في حق مثل هذا على معنى : ليس على طريقتنا ، ولا على شريعتنا ; إذ سنة المسلمين وشريعتهم التواصل والتراحم ، لا التقاطع والتقاتل ; ويجري هذا مجرى قوله - عليه الصلاة والسلام - : nindex.php?page=hadith&LINKID=30986من غشنا ، فليس منا ، ونظائره ، وتكون فائدته : الردع والزجر عن الوقوع في مثل ذلك ; كما يقول الوالد لولده إذا سلك غير سبيله : لست منك ، ولست مني! ; كما قال الشاعر :