رواه أحمد (4 \ 357 و 358 )، ومسلم (1017)، والترمذي (2675)، والنسائي (5 \ 75-77)، وابن ماجه (203) .
13) ومن باب: حث الإمام الناس على الصدقة
قوله : " مجتابي العباء " ; أي : مقطوعي أوساط النمار . والاجتباب : التقطيع والخرق ، ومنه قوله تعالى : الذين جابوا الصخر بالواد ; أي : خرقوها . و " النمار " : جمع نمرة ، هي : ثياب من صوف فيها تنمير . و " العباء " : جمع عباءة ، وهي : أكسية غلاظ مخططة .
و ( تمعر وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) ; تغير لما شق عليه من فاقتهم . و ( كومين ) - بفتح الكاف - ، هي الرواية ; أي : صبرتين ، وقد قيد " كومين " بضم الكاف .
قال أبو مروان بن سراج : هو بالضم اسم لما كوم ، وبالفتح : المرة الواحدة . والكومة : الصبرة ، والكوم : العظيم من كل شيء ، والكوم : المكان المرتفع كالرابية ، والفتح هنا أولى ; لأنه إنما شبه ما اجتمع هناك بالكوم الذي هو الرابية .
و (المذهبة) ، الرواية الصحيحة المشهورة فيه هكذا - بالذال المعجمة ، والباء المنقوطة بواحدة من [ ص: 63 ] أسفل - من الذهب . ويحتمل أن يريد بها : كأنه فضة مذهبة . كما قال الشاعر :
كأنها فضة [قد] مسها ذهب
ويعني به: تشبيه إشراق وجهه وتنويره ، أو كأنه آلة مذهبة ، كما يذهب من الجلود والسروج والأقداح وغير ذلك ، ويجعل طرائق يتلو بعضها بعضا .
وقد وقع nindex.php?page=showalam&ids=14171للحميدي في " الجمع بين الصحيحين " : " مدهنة " - بالدال المهملة والنون - . قال : والمدهن : نقرة في الجبل يستنقع فيها ماء المطر . والمدهن أيضا : ما جعل فيه الدهن . والمدهنة من ذلك ، شبه صفاء وجهه بإشراق السرور بصفاء هذا الماء المستنقع في الحجر ، أو بصفاء الدهن .
وسروره - صلى الله عليه وسلم - بذلك فرح بما ظهر من فعل المسلمين ، ومن سهولة البذل عليهم ، ومبادرتهم لذلك ، وبما كشف الله من فاقات أولئك المحاويج .
وقوله : ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) ; أي : من فعل فعلا جميلا فاقتدي به فيه ، وكذلك إذا فعل قبيحا فاقتدي به فيه .
ويفيد الترغيب في الخير المتكرر أجره ; بسبب الاقتداء والتحذير من الشر المتكرر إثمه بسبب الاقتداء .