رواه أحمد (2 \ 305-306)، والبخاري (1442)، ومسلم (1010) .
[ ص: 66 ] (15) ومن باب: مثل المتصدق والبخيل
قوله : ( جنتان من حديد ) ; يعني : درعين . والجنة : ما يستجن به ، وكذا صحيح الرواية . وقد روي : " جبتان " - بالباء بواحدة ، وفيه بعد في المعنى .
و" اتسعت " من السعة ، ويعني به ، طالت ; لأنه إذا اتسع الثوب طال . فإذا اتسعت تصرف فيها بيده وغيره ، بخلاف جنة الحديد . وقد روي : [سبغت] ، وهو أحسن في المعنى . و " تقلصت " : تقبضت وانضمت على يده . وهذان المثلان للبخيل والمتصدق واقعان ; لأن كل واحد منهما إنما يتصرف بما يجد من نفسه ، فمن غلب الإعطاء والبذل عليه طاعت نفسه ، وطابت بالإنفاق ، وتوسعت فيه ، ومن غلب عليه البخل ، كان كلما خطر بباله إخراج شيء مما بيده شحت نفسه بذلك ، فانقبضت يده للضيق الذي يجده في صدره ، ولشح نفسه الذي من وقيه فقد أفلح [ ص: 67 ] كما قال تعالى : ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون
وقد وقع حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة هكذا في " الأم " من [طرق] فيها تثبيج وتخليط . وما أثبتناه هنا أحسنها مساقا ، والله تعالى أعلم .