قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( أما وأبيك لتنبأنه ) ، أما : استفتاح للكلام ، " وأبيك " قسم ومقسم به . وتقدم الكلام على القسم بالأب في كتاب الإيمان . والمقسم عليه : " لتنبأنه ; أي : لتخبرن به حتى تعلمه .
والشح : المنع مطلقا ، يعم منع المال وغيره . وهو من أوصاف النفس المذمومة ; ولذلك قال الله : ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون والبخل : بالمال ، فكأنه نوع من الشح . قال معناه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي . وقد دل على صحة هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - : (إياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم ، أمرهم بالبخل فبخلوا ، وأمرهم بالفجور ففجروا ، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا) ; أي : شح النفس ، وهو منعها من القيام بالحقوق المالية وغيرها .
وقوله : ( حتى إذا بلغت الحلقوم ) ; أي : النفس ، ولم يجر لها ذكر ، لكن دل عليها الحال ، كما قال تعالى : فلولا إذا بلغت الحلقوم ومعناه : قاربت الحلقوم ، فلو بلغته لم تأت منه وصية ولا غيرها . والحلقوم " : الحلق .
[ ص: 79 ] وقوله : ( لفلان كذا ، ولفلان كذا ، ألا وقد كان لفلان ) ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : مراد به الوارث .
قلت : وفيه بعد ، بل الأظهر أنه الموصى له ، ممن تقدمت وصيته له على تلك الحالة ، ومن ينشئ له الوصية في تلك الحالة أيضا .