قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ليس الغنى عن كثرة العرض ) - بفتح العين والراء - ، وهو : حطام الدنيا ومتاعها . فأما " العرض " - بفتح العين وسكون الراء - ، فهو : ما خلا العقار والحيوان فيما يدخله الكيل والوزن ، هذا قول أبي عبيد في العرض والعرض . وفي كتاب العين : " العرض " : ما نيل من الدنيا ، ومنه قوله تعالى : تريدون عرض الدنيا وجمعه : عروض .
ومعنى هذا الحديث : أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح ، هو غنى النفس ، وبيانه : أنه إذا استغنت نفسه كفت عن المطامع ، فعزت وعظمت ، فجعل لها من الحظوة والنزاهة والتشريف والمدح أكثر ممن كان غنيا بماله ، فقيرا بحرصه وشرهه ، فإن ذلك يورطه في رذائل الأمور ، وخسائس الأفعال ، لبخله ودناءة همته ، فيكثر ذامه من الناس ، ويصغر قدره فيهم ; فيكون أحقر من كل حقير ، وأذل من كل صغير .