قوله : " قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسما " ، كذا رويناه بفتح القاف ، وهو المصدر ، ومعناه : فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل القسم ، والقسم بالكسر : الحظ والنصيب ، وهو غير مراد هنا ، فإنه لم يقسم نصيب أحد ، وإنما فعل القسم في المقسوم .
[ ص: 101 ] وقوله : ( إنهم خيروني . . ) ، إلخ ; معناه : إنهم ألحوا عليه في المسألة ، واشتطوا في السؤال ، وقصدوا بذلك أحد شيئين :
إما أن يصلوا إلى ما طلبوه ، أو ينسبوه إلى البخل ، فاختار النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يقتضيه كرمه من إعطائهم ما سألوه ، وصبره على جفوتهم ، فسلم من نسبة البخل إليه ; إذ لا يليق به ، وحلم عنهم كي يتألفهم .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه عتب عليه في ذلك ، نظرا إلى أهل الدين ، والغناء فيه أحق بالمعونة عليه ، وهذا هو الذي ظهر nindex.php?page=showalam&ids=37لسعد بن أبي وقاص ، فأعلمهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بمصالح أخر لم تخطر لهم ، هي أولى مما ظهر لهم .