رواه أحمد (2 \ 43 و 52 )، ومسلم (1080) (15)، وأبو داود (2319)، والنسائي (5 \ 139) .
وقوله : ( فإن أغمي عليكم فاقدروا له ) ، في أغمي ضمير يعود على الهلال ، فهو المغمى عليه لا الناظرون . وتقديره : فإن أغمي الهلال عليكم . وأصل الإغماء : التغطية ، والغم . ومنه : المغمى عليه ; كأنه غطي عقله عن مصالحه . ويقال : أغمي الهلال ، وغمي - مشدد الميم - وكلاهما مبني لما لم يسم فاعله . ويقال أيضا : غم ، مبنيا لما لم يسم فاعله مشددا . وكذلك جاءت رواية nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . فعلى هذا يقال : أغمي ، وغمي - مخففا ومشددا ، رباعيا وثلاثيا - ، وغم ، فهي أربع [ ص: 138 ] لغات . ويقال : قد غامت السماء ، تغيم ، غيمومة ، فهي غائمة ، وغيمة ، وأغامت ، وتغيمت ، وغيمت ، وأغمت ، وغمت .
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : ( فإن غمي ) ; أي : خفي . يقال : غمي علي الخبر ; أي : خفي . وقيل : هو مأخوذ من الغماء ، وهو السحاب الرقيق . وقد وقع nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري : (غبي) - بالباء ، وفتح الغين - ; أي : خفي . ومنه الغباوة .
وقوله : ( فاقدروا له ) ; أي : قدروا تمام الشهر بالعدد ثلاثين يوما . يقال : قدرت الشيء أقدره وأقدره - بالتخفيف - بمعنى : قدرته (بالتشديد) ; كما تقدم في أول كتاب الإيمان . وهذا مذهب الجمهور في معنى هذا الحديث . وقد دل على صحة ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة مكان : فاقدروا له : (فأكملوا العدة ثلاثين) .
وهذا الحديث حجة على من حمل : (فاقدروا له) على معنى : تقدير المنازل القمرية ، واعتبار حسابها ، وإليه صار nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة من اللغويين ، nindex.php?page=showalam&ids=17098ومطرف بن عبد الله بن الشخير من كبراء التابعين .
ومن الحجة أيضا على هؤلاء قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ) ، فألغى الحساب ، ولم يجعله طريقا لذلك .