هذه الترجمة معضودة بقاعدة الشريعة المقررة في رفع ما لا يطاق . وبأن للمريض أن يفطر . ومن أجهده الصوم وهو مريض ; فإن خاف على نفسه التلف [ ص: 181 ] من الصوم عصى بصومه ، وعلى هذا يحمل قوله صلى الله عليه وسلم: ( أولئك العصاة ) .
وقوله : ( ليس من البر الصيام في السفر ) ; فإنه خرج على قوم سقطوا من جهد الصوم ، حتى ظلل عليهم . فيتناول من كان على مثل حالهم . وأما من لم يكن كذلك ، فحكمه ما تقدم من التخيير . وبهذا يرتفع التعارض بين الأحاديث ، وتجتمع الأدلة كلها ، ولا يحتاج إلى فرض النسخ ; إذ لا تعارض ، والله تعالى أعلم .