معنى (يفرق) : يفصل ويبين . و (حكيم) محكم ; أي : متقن . و (أمرا) : منصوب على القطع ، ويصح بنزع الخافض ; أي : يفرق بأمر . فلما أسقط الخافض تعدى الفعل فنصب .
واختلف الناس اختلافا كثيرا في ليلة القدر : هل كانت مخصوصة بزمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أو لا ؟ فالجمهور : على أنها ليست مخصوصة . ثم اختلفوا : هل هي متنقلة في الأعوام ، أو ليست متنقلة ؟ ثم الذين قالوا : إنها ليست متنقلة اختلفوا في تعيينها ، فمن معين ليلة النصف من شعبان . ومن قائل : هي ليلة النصف من رمضان . ومن قائل : هي ليلة سبع عشرة . ومن قائل : هي ليلة تسع عشرة . ثم ما من ليلة من ليالي العشر إلا وقد قال قائل : بأنها ليلة القدر . وقيل : هي آخر ليلة منه . وقيل : هي معينة عند الله تعالى غير معينة عندنا . وهذه الأقوال كلها للسلف والعلماء . وسبب اختلافهم اختلاف الأحاديث كما ترى .
قلت : والحاصل من مجموع الأحاديث ، ومما استقر عليه أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طلبها : أنها في العشر الأواخر من رمضان ، وأنها متنقلة فيه ، وبهذا يجتمع شتات الأحاديث المختلفة الواردة في تعيينها . وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، وإسحاق ، nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبي ثور ، وغيرهم على ما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14961أبو الفضل عياض . فاعتمد عليه ، وتمسك به .