قوله : ( بيداؤكم هذه التي تكذبون فيها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) ; البيداء : القفر الخالي عن العامر ، ويسمى : مفازة ، على جهة التفاؤل ، وهي مهلكة . وكل مفازة بيداء ، والجمع : بيد ، وهي هنا : عبارة عن المفازة التي بين مكة والمدينة . أولها شرف مرتفع قريب من مسجد ذي الحليفة ، والشجرة هناك ، وهذه المواضع كلها متقاربة .
و ( تكذبون ) هنا : تخطئون . والكذب : الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو عليه ، فإن كان مع العمد فهو الكذب المذموم ، وإن كان مع السهو والغلط فهو الخطأ . وقصد nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر بإطلاق الكذب على هذا ليتثبت الناقل أو المفتي ، حتى لا يقول أحد إلا ما يتحقق صحته ، ووجهه .
وقد اختلف النقلة في مهل النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال قائل : إنه أهل من المسجد بعد أن صلى ركعتين ، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر يقول : من الشجرة ، وغيره يقول : من البيداء . وقد صار الناس في الأخذ بهذه الأحاديث على طريقتين ; فمنهم من رجح بعض هذه الروايات . ومنهم من جمع ; بأن قال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل في هذه المواضع كلها ، [ ص: 271 ] فأخبر كل منهم بما سمعه ، على ما يأتي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .