رواه أحمد ( 1 \ 379 و 462 ) ، والبخاري ( 6921 ) ، ومسلم ( 120 ) .
[ ص: 327 ] (39) ومن باب الإسلام إذا حسن ، هدم ما قبله من الآثام ، وأحرز ما قبله من البر
(قوله : " أما من أحسن منكم في الإسلام ، فلا يؤاخذ بها ، ومن أساء ، أخذ بعمله في الجاهلية والإسلام ") يعني بالإحسان هنا : تصحيح الدخول في دين الإسلام ، والإخلاص فيه ، والدوام على ذلك من غير تبديل ولا ارتداد .
والإساءة المذكورة في هذا الحديث في مقابلة هذا الإحسان : هي الكفر والنفاق ، ولا يصح أن يراد بالإساءة هنا ارتكاب سيئة ومعصية ; لأنه يلزم عليه ألا يهدم الإسلام ما قبله من الآثام إلا لمن عصم من جميع السيئات إلى الموت ، وهو باطل قطعا ; فتعين ما قلناه .
والمؤاخذة هنا : هي العقاب على ما فعله من السيئات في الجاهلية وفي حال الإسلام ، وهو المعبر عنه في الرواية الأخرى بقوله : أخذ بالأول والآخر . وإنما كان كذلك ; لأن إسلامه لما لم يكن صحيحا ولا خالصا لله تعالى ، لم يهدم شيئا مما سبق ، ثم انضاف إلى ذلك إثم نفاقه وسيئاته التي عملها في حال الإسلام ، فاستحق العقوبة عليها . ومن هنا : استحق المنافقون أن يكونوا في الدرك الأسفل من النار ; كما قال الله تعالى . ويستفاد منه أن الكفار مخاطبون بالفروع .
[ ص: 328 ] وابن شماسة رويناه بفتح الشين وضمها ، واسمه : عبد الرحمن بن شماسة ، أبوه من بني مهرة ، قبيل .