وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قالت الملائكة : رب ، ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة ؟ - وهو أبصر به - فقال : ارقبوه ; فإن عملها فاكتبوها له بمثلها ، وإن تركها فاكتبوها له حسنة ، إنما تركها من جراي .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا أحسن أحدكم إسلامه ، فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها حتى يلقى الله عز وجل .
وفي رواية : إذا هم مكان إذا تحدث .
رواه أحمد ( 2 \ 315 ) ، ومسلم ( 129 ) .
[ ص: 342 ] (42) ومن باب ما يهم به العبد من الحسنة والسيئة
(قوله : " قالت الملائكة : رب ، ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة - وهو أبصر - ") قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : فيه دليل على أن الحفظة تكتب أعمال القلوب ; خلافا لمن قال : إنها لا تكتب إلا الأعمال الظاهرة .
و (قوله : " إنما تركها من جراي ") أي : من أجلي ، وفيه لغتان : المد والقصر ; ومنه الحديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=661759إن امرأة دخلت النار من جراء هرة ، أي : من أجل ، وهي مشددة الراء في اللغتين ، وقد خففت معهما . ومقصود هذا اللفظ : أن الترك للسيئة لا يكتب حسنة ، إلا إذا كان خوفا من الله تعالى ، أو حياء من الله ، وأيهما كان ، [ ص: 343 ] فذلك الترك هو التوبة من ذلك الذنب . وإذا كان كذلك ، فالتوبة عبادة من العبادات ; إذا حصلت بشروطها ، أذهبت السيئات ، وأعقبت الحسنات .