وأبو شريح : هو خويلد بن عمرو ، وكذلك سماه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم ، وقال محمد بن سعد : خويلد بن صخر بن عبد العزيز . وقال أبو بكر البرقاني : اسمه كعب .
وقوله " وهو يبعث البعوث إلى مكة " ، البعوث جمع بعث ، وهي الجيوش أو السرايا ، ويعني بها هنا الجيوش التي وجها nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد بن معاوية إلى nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير ، وذلك أنه لما توفي nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية وجه يزيد إلى عبد الله يستدعي منه بيعته ، فخرج إلى مكة ممتنعا من بيعته يحرض الناس على بني أمية ، فغضب يزيد ، وأرسل إلى مكة يأمر واليها يحيى بن حكيم بأخذ بيعة عبد الله ، فبايعه وأرسل إلى يزيد ببيعته ، فقال : لا أقبل حتى يؤتى به في وثاق ! فأبى [ ص: 474 ] nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير وقال : أنا عائذ بالبيت . فأبى يزيد ، وكتب يزيد إلى عمرو بن سعيد أن يوجه إليه جندا ، فبعث إليه هذه البعوث .
وقوله " إن الله حرم مكة ، ولم يحرمها الناس " ; يعني أنه حرمها ابتداء من غير سبب يعزى إلى أحد ولا مقدمة ، ولا لأحد فيه مدخل ; لا نبي ولا عالم ولا مجتهد . وأكد ذلك المعنى بقوله " ولم يحرمها الناس " ، لا يقال : فهذا يعارضه قوله في الحديث الآخر " اللهم إن إبراهيم حرم مكة ، وإني أحرم المدينة " ; لأنا نقول : إنما نسب الحكم هنا لإبراهيم لأنه مبلغه ، وكذلك نسبته لنبينا صلى الله عليه وسلم ، كما قد ينسب الحكم للقاضي لأنه منفذه ، والحكم لله العلي الكبير بحكم الأصالة والحقيقة .
وقول عمرو بن سعيد " إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ، ولا فارا بخربة " ، روايتنا " بخربة " بفتح الخاء ، وهي المشهورة الصحيحة ، وضبطه الأصيلي بالضم ، وكذلك قاله nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل ، وفسرت بالسرقة وبالفساد في الأرض . والخارب : [ ص: 475 ] اللص المفسد ، وقيل : سارق الإبل خاصة . قال nindex.php?page=showalam&ids=11890أبو الفرج بن الجوزي : انعقد الإجماع على أن من جنى في الحرم يقاد منه فيه ولا يؤمن ; لأنه هتك حرمة الحرم ورد الأمان . واختلف فيمن ارتكب جناية خارج الحرم ثم لجأ إليه ; فروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد أنه لا يقام عليه الحد فيه ويلجأ إلى الخروج إلى الحل ، ويمنع المعاملة والمبايعة حتى يضطر إلى الخروج ، فيخرج إلى الحل فيقام عليه الحد فيه .
وقول عمرو بن سعيد لأبي شريح " أنا أعلم بذلك منك " ليس بصحيح للذي تمسك به أبو شريح ، ولما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس كما قدمناه ، وحاصل قول عمرو أنه تأويل غير معضود بدليل .