قوله " إن أهلنا لخلوف " بضم الخاء المعجمة من فوقها ; أي : لا حافظ لهم ولا حامي ، يقال : حي خلوف - أي : غاب عنهم رجالهم.
وقوله " لآمرن بناقتي ترحل " مشددة الحاء ; أي : يجعل عليها الرحل .
وقوله " ثم لا أحل لها - أو عنها - عقدة " ; أي : أصل المشي والإسراع ، وذلك لمحبته الكون في المدينة وشدة شوقه إليها ، وقد تقدم الكلام في المأزمين .
[ ص: 491 ] وقوله " لا يحمل فيها سلاح ، ولا تخبط فيها شجرة " ، هذا كله يقضي بالتسوية بين حرم المدينة وحرم مكة ، وهو رد على nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة على ما تقدم .
وقوله " إلا لعلف " ، لم يذكر هذا الاستثناء في شجر مكة ، وهو أيضا جار فيها ولا فرق بينهما ، وكذلك ذكر في مكة " إلا الإذخر " ولم يذكره في المدينة ، وهو أيضا جار فيها ; إذ لا فرق بين الحرمين . والحاصل من الاستثنائين أن ما دعت الحاجة إليه من العلف والانتفاع بالحشيش جاز تناوله على وجه المس والرفق من غير عنف ولا كسر غصن ، وهو حجة على من منع شيئا من ذلك .
وقوله " ما من المدينة شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها " ، الشعب - بكسر الشين : هو الطريق في الجبل ، قاله يعقوب وغيره . والنقب - بفتح النون وضمها : هو الطريق على رأس الجبل . وقيل : هو الطريق ما بين الجبلين . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش : أنقاب المدينة طرقها وفجاجها . و " ما يهيجهم " ; أي : ما يحركهم . يقال : هاج الشيء وهجته ، وهاجت الحرب وهاجها الناس ; أي : حركوها وأثاروها . و " بنو عبد الله بن غطفان " كانوا يسمون في الجاهلية بني عبد العزى ، سماهم النبي صلى الله عليه وسلم بني عبد الله فسمتهم العرب بني محولة لتحويل اسمهم ، وفي هذا ما يدل على أن حراسة الملائكة للمدينة إنما كان إذ ذاك في مدة غيبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه عنها نيابة عنهم .