[ ص: 492 ] وقوله " ليالي الحرة " يعني به حرة المدينة ، كان بها مقتلة عظيمة في أهل المدينة ، كان سببها أن nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير وأكثر أهل الحجاز كرهوا بيعة nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد بن معاوية ، فلما مات nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية وجه يزيد مسلم بن عقبة المدني في جيش عظيم من أهل الشام فنزل بالمدينة فقاتل أهلها ، فهزمهم وقتلهم بحرة المدينة قتلا ذريعا ، واستباح المدينة ثلاثة أيام ، فسميت وقعة الحرة بذلك ، ثم إنه توجه بذلك الجيش يريد مكة ، فمات nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بقديد ، وولي الجيش الحصين بن نمير وسار إلى مكة ، وحاصر nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير ، وأحرقت الكعبة حتى انهدم جدارها وسقط سقفها ، فبينما هم كذلك بلغهم موت يزيد فتفرقوا ، وبقي nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير بمكة إلى زمان الحجاج وقتله nindex.php?page=showalam&ids=16414لابن الزبير رضي الله عن nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير .
والجلاء - بفتح الجيم والمد - الانتقال من موضع إلى آخر ، والجلاء - بكسر الجيم والمد - هو جلاء السيف والعروس ، والجلا - بفتح الجيم والقصر - هو جلاء الجبهة وهو انحسار الشعر عنها ، يقال : رجل أجلى وأجلح .
[ ص: 493 ] وقوله " إذا كان مسلما " يقيد ما تقدم من مطلقات هذه الألفاظ ، وينبه على القاعدة المقررة من أن الكافر لا تناله شفاعة شافع ، كما قال الله تعالى مخبرا عنهم : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم [الشعراء: 100- 101] .
وقوله في المدينة " وهي وبيئة " بالهمزة من الوباء ، وهو هنا شدة المرض والحمى ، وكانوا لما قدموا المدينة لم توافقهم في صحتهم ، فأصابتهم أمراض عظيمة ولقوا من حماها شدة ، حتى دعا لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وللمدينة فكشف الله ذلك ببركة دعائه ، كما ذكر في هذا الحديث وفي غيره .