قوله : ( حاصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل الطائف ) ; كان هذا الحصار بعد هزيمة هوازن ، وذلك : أنه لجأ إليها فلهم ، واجتمع بها شوكتهم ورماتهم مع رماة [ ص: 625 ] ثقيف . وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رأى جدهم وامتناعهم قال لأصحابه : ( إنا قافلون غدا إن شاء الله ) ; على جهة الرفق بهم ، والشفقة عليهم ، فعظم عليهم أن يرجعوا ولم يفتحوا ذلك الحصن . ورأوا أن هذا العرض من النبي -صلى الله عليه وسلم- على جهة المشورة ، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جدهم في هذا ، وما ظهر لهم ، قال لهم : ( اغدوا على القتال ) ، فلما أصابتهم الجراح ، وقتل منهم جماعة على ما ذكر أهل التواريخ ، قال لهم : ( إنا قافلون غدا ) ; فأعجبهم ذلك لما أصابهم من شدة الحال ، ولما لقوا ، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رأى من اختلاف قولهم عند اختلاف الحالين ، ورجوعهم إلى الرأي السديد ، لكن بعد مشقة .