و (قوله : " الإسلام يأرز بين المسجدين ، وإن الإيمان ليأرز إلى المدينة ") قال أبو عبيد : أي : ينضم ويجتمع بعضه إلى بعض كما تنضم الحية في جحرها . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : أرز الشيء يأرز ، إذا ثبت في الأرض ، وشجرة أرزة ، أي : ثابتة مجتمعة .
وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - إخبار بما كان في عصره وعصر من يليه من أصحابه وتابعيهم ، من حيث إن المدينة دار هجرتهم ومقامهم ، ومقصدهم وموضع رحلتهم [ ص: 364 ] في طلب العلم والدين ، ومرجعهم فيما يحتاجون إليه من مهمات دينهم ووقائعهم ، حتى لقد حصل للمدينة من الخصوصية بذلك ما لا يوجد في غيرها . وفيه حجة على صحة مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في تمسكه بعمل أهل المدينة وكونه حجة شرعية .
وقال أبو مصعب الزبيري في معنى هذا الحديث : إنما المراد بالمدينة أهل المدينة ، وأنه تنبيه على صحة مذهبهم ، وسلامتهم من البدع المحدثات ، واقتدائهم بالسنن ، والإيمان مجتمع عندهم وعند من سلك سبيلهم .