رواه أحمد ( 3 \ 253 )، ومسلم (1791)، والترمذي (3002)، وابن ماجه (4027).
[ ص: 650 ] وقوله : ( كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ؟ ) هذا منه -صلى الله عليه وسلم- استبعاد لتوفيق من فعل ذلك به.
وقوله تعالى : ليس لك من الأمر شيء [آل عمران: 128] تقريب لما استبعده ، وإطماع في إسلامهم ، ولما أطمع في ذلك ، قال -صلى الله عليه وسلم- : ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) . وإذا تأمل الفطن هذا الدعاء في مثل تلك الحال علم معنى قوله تعالى : وإنك لعلى خلق عظيم [القلم: 4] فإنه -صلى الله عليه وسلم- لم يدع عليهم فينتصر ، ولم يقتصر على العفو حتى دعا لهم ، ولم يقتصر على الدعاء لهم حتى أضافهم لنفسه على جهة الشفقة ، ولم يقتصر على ذلك حتى جعل لهم جهلهم بحاله كالعذر ، وإن لم يكن عذرا . وهذا غاية الفضل والكرم التي لا يشارك فيها ولا يوصل إليها .