اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فاغفر فداء لك ما اقتفينا
وثبت الأقدام إن لاقينا وألقين سكينة علينا
إنا إذا صيح بنا أتينا وبالصياح عولوا علينا
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
) ; كذا الرواية هنا مجزوما- بالزاي- ; [ ص: 664 ] أي: زائدا فيه حرف. وصوابه من جهة الوزن : لا هم ، تالله ، أو : والله ، كما جاء في الحديث الآخر :والله لولا الله ما اهتدينا
.فاغفر فداء لك ما اقتفينا
) ; الرواية هنا بكسر الفاء من (فداء) وبالمد . وقد رواه بعضهم بفتح الفاء والمد ، وقد حكاه . وحكى الأصمعي الفراء : فدى- مفتوحا مقصورا- وهو- أعني في البيت- مرفوع بالابتداء ، خبره : ما اقتفينا ، ومفعول (اغفر) محذوف ، أي : ذنوبنا . ويجوز أن يكون ( ما اقتفينا ) مفعول (اغفر) ، وخبر المبتدأ محذوف ; أي : فداء لك نفوسنا .إنا إذا صيح بنا أبينا
) من الإباء . و ( أتينا ) من الإتيان . الروايتان صحيحتان ، ومعناهما : إذا صاح بنا أعداؤنا أبينا الفرار ، وبتنا لا يهولنا صياحهم . وعلى الأخرى : إذا صرخ بنا أتينا للنصرة ، وإذا صاح بنا أعداؤنا أتيناهم مسرعين غير متربصين ولا متوقــفين .وألقين سكينة علينا
) ; أي : سكونا وتثبيتا في أوقات الحروب ، [ ص: 665 ] وصبرا في مواطن المشقات .وبالصياح عولوا علينا
) ; أي : ليس عندهم إلا الصياح ، فلا نبالي بهم .