وقوله : ( إني أبدع بي ) ; أي : أهلكت راحلتي ، وانقطع بي ، وهو رباعي ، مبني لما لم يسم فاعله . وقد وقع لبعض الرواة : (بدع) على فعل مشدد العين . وليس بمعروف في اللغة .
وقوله : ( احملني ) ; أي : أعطني ما أتحمل عليه ، أي : أحمل رحلي ، وأرتحل عليه .
أحدهما : إنا نقول بموجبه ، وذلك أنه لم يتناول محل النزاع ، فإن المطلوب إنما هو : أن الناوي للخير المعوق عنه ، له مثل أجر الفاعل من غير تضعيف . وهذا الحديث إنما اقتضى مشاركة ومشاطرة في المضاعف ، فانفصلا .
وثانيهما : أن القائم على مال الغازي ، وعلى أهله نائب عن الغازي في عمل لا يتأتى للغازي غزوه إلا بأن يكفى ذلك العمل ، فصار كأنه يباشر معه الغزو ، [ ص: 730 ] فليس مقتصرا على النية فقط ، بل هو عامل في الغزو ، ولما كان كذلك كان له مثل أجر الغازي كاملا ، وافرا ، مضاعفا ، بحيث إذا أضيف ونسب إلى أجر الغازي كان نصفا له ، وبهذا يجتمع معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- : nindex.php?page=hadith&LINKID=669391 (من خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا) ، وبين معنى قوله في اللفظ الأول : (فله مثل نصف أجره) ، والله تعالى أعلم .