رواه أحمد ( 2 \ 533 ) والبخاري (652)، ومسلم (1914)، والترمذي (1958)، وابن ماجه (2682).
وقوله -صلى الله عليه وسلم- في مؤخر غصن الشوك : ( فشكر الله له ) ; أي : رضي فعله ذلك ، وأثابه عليه بالأجر ، والثناء الجميل . وقد تقدم : أن أصل الشكر : الظهور .
وقوله : ( الشهداء خمسة : المطعون ، والمبطون ، والغرق ، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل الله ) ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك من حديث جابر بن عتيك : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [ ص: 757 ] قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=888388 (الشهداء سبعة ، والقتيل في سبيل الله) ، وذكر نحو ما تقدم ، وزاد : (وصاحب ذات الجنب ، والحريق ، والمرأة تموت بجمع) ، ولا يظن : أن بين قوله : (الشهداء خمسة) ، و (الشهداء سبعة) ، تناقضا ; لأنهما حديثان مختلفان ، أخبر بهما في وقتين مختلفتين . ففي وقت أوحي إليه أنهم خمسة . وفي وقت آخر أوحي إليه أنهم أكثر . والله تعالى أعلم .
فأما المطعون ; فهو الذي يموت بالطاعون ، وهو : الوباء . وقد فسره في الحديث الآخر ; إذ قال فيه : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=655291الطاعون شهادة لكل مسلم ) ، ولم يرد المطعون بالسنان ، لأنه هو المقتول في سبيل الله ، المذكور من جملة الخمسة .
و ( المبطون ) : هو الذي يموت من علة البطن ، كالاستسقاء ، والحقن- وهو : انتفاخ الجوف- ، والإسهال .
و ( الغرق ) يروى بغير ياء ، كحذر. ويروى بالياء ، وهو للمبالغة كعليم.
و ( صاحب الهدم ) : هو الذي يموت تحت الهدم .
و ( الحريق ) : هو الذي يموت بحرق النار .
وهؤلاء الثلاثة إنما حصلت لهم مرتبة الشهادة لأجل تلك الأسباب ; لأنهم لم يغرروا بنفوسهم ، ولا فرطوا في التحرز ، ولكن أصابتهم تلك الأسباب بقضاء الله وقدره . فأما من غرر ، أو فرط في التحرز حتى أصابه شيء من ذلك فمات ، فهو عاص ، وأمره إلى الله ; إن شاء عذب ، وإن شاء عفا .
وأما صاحب ذات الجنب : فهي قرحة في الجنب ، وورم شديد ، وتسمى : الشوصة .
[ ص: 758 ] وأما المرأة تموت بجمع ، ويقال : بضم الجيم وكسرها ، فهي المرأة تموت حاملا ، وقد جمعت ولدها في بطنها . وقيل : هي التي تموت في نفاسه وبسببه . وقيل : هي التي تموت بكرا لم تفتض . وقيل : بكرا لم تظهر لأحد . والأول أولى وأظهر . والله تعالى أعلم .