قوله: ( إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض ) ; أي : ارفقوا بها في الرعي حتى تأخذ منه ما يمسك قواها ، ويرد شهوتها ، ولا تعجلوها فتمنعوها المرعى مع وجوده ، فيجتمع عليها ضعف القوى مع ألم كسر شهوتها.
وقوله : ( وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السير ) ; السنة : الجدب ، ضد الخصب . وإنما أمر بالإسراع بها في الجدب لتقرب مدة سفرها ، فتبقى قوتها الأولى ، فإنه إن رفق بها طال سفرها ، فهزلت وضعفت ; إذ لا تجد مرعى تتقوى به . وإلى هذا أشار -صلى الله عليه وسلم- بقوله : ( بادروا بها نقيها ) ; والنقي : مخ العظام ، وهو بكسر النون .
و (التعريس) : النزول من آخر الليل .
وهذه الأوامر من باب الإرشاد إلى المصالح والندب إليها .