.... قوله: " الناس تبع لقريش في هذا الشأن "؛ يعني به شأن الولاية والإمارة؛ وذلك: أن قريشا كانت في الجاهلية رؤساء العرب وقادتها؛ لأنهم أهل البيت والحرم ، حتى كانت العرب تسميهم أهل الله، وإليهم كانوا يرجعون في أمورهم ويعتمدون عليهم فيما ينوبهم، ولذلك توقف كثير من الأعراب عن الدخول في الإسلام قبل أن تدخل فيه قريش ، فلما أسلموا ودخلوا فيه أطبقت العرب على [ ص: 6 ] الدخول في الدين بحكم أنهم كانوا لهم تابعين ولإسلامهم منتظرين - كذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق وغيره، فهذا معنى تبعية الناس لهم في الجاهلية.
ثم لما جاء الإسلام استقر أمر الخلافة والملك في قريش شرعا ووجودا، ولذلك قالت قريش يوم السقيفة للأنصار : نحن الأمراء، وأنتم الوزراء. قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في كلامه: " إن هذا الأمر لا تعرفه الناس إلا لهذا الحي من قريش "، فانقادوا لذلك ولم يخالف فيه أحد، وهو إجماع السلف والخلف، ولا اعتبار بقول النظام ولا nindex.php?page=showalam&ids=16239ضرار بن عمرو وأهل البدع من الخوارج وغيرهم إذ قالوا بجواز صحتها لغير قريش ؛ لأنهم إما مكفر وإما مفسق، ثم إنهم مسبوقون بإجماع السلف ومحجوجون بهذه الأحاديث الكثيرة الشهيرة، ويعني بالخير في الرواية الأخرى ولاية قريش في الإسلام.