وقوله: " لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان "، هذا خبر عن المشروعية؛ أي: لا تنعقد الإمامة الكبرى إلا لهم متى وجد منهم واحد، وفي [ ص: 7 ] حديث آخر " nindex.php?page=hadith&LINKID=13759الأئمة من قريش "، وقد استدل بهذا اللفظ وما في معناه من قوله " قدموا قريشا ولا تتقدموها " كبراء أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رحمه الله - على ترجيح مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي على غيره، من حيث إنه قرشي، ولا حجة فيه؛ لأنه لا يصح الاحتجاج به إلا حتى تحمل الإمامة فيه على العموم في كل شيء يحتاج إلى الاقتداء فيه، من الإمامة الكبرى، وإمامة الفتوى، والقضاء، والصلاة، وغير ذلك من الولايات. ولا يصح ذلك للإجماع على خلافه؛ إذ قد أجمعت الأمة على أن جميع الولايات تصح لغير قريش ما خلا الإمامة الكبرى، فهي المقصودة بالحديث قطعا. وقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم غير قريش على قريش؛ فإنه قدم nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة وولده أسامة nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ بن جبل ، وقدم nindex.php?page=showalam&ids=267سالما مولى أبي حذيفة على الصلاة بقباء ، فكان يؤمهم وفيهم nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر وغيرهم من كبراء قريش ، ثم إن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رحمه الله تعالى - أول من ترك عموم تلك الأخبار، فإنه قد اقتدى بمالك واستفتاه، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ليس بقرشي، وإنما هو أصبحي صريحا. وأيضا: فإنه لم يرو عنه أنه منع من تقليد من ليس بقرشي - فدل هذا كله على أن المستدل بذلك الحديث على تقديم مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي صحبته غفلة قارنها من تصميم التقليد طيشة، وربما رووا ألفاظا رفعوها؛ كقوله: " nindex.php?page=hadith&LINKID=103921تعلموا من قريش ولا تعلموها "، وذلك لا يصح نقلا ولا معنى لما تقدم، والله تعالى أعلم.